وصل وكيل وزارة داخلية حكومة "الوفاق الوطني" النقيب فرج قعيم، ليل السبت، إلى منزله في منطقة برسس شرقي بنغازي، بعد حوالى عشرة أشهر على اعتقاله من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في خطوة من الأخير لاحتواء غضب القبائل شرقي ليبيا.
ويُعتبر قعيم، من الضباط المنشقين عن حفتر، حيث انضم في أغسطس/آب العام الماضي، إلى حكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس كوكيل لوزارة داخليتها، قبل أن يعود إلى أراضي قبيلته "العواقير" شرقي بنغازي، داعياً ضباط الجيش إلى اجتماع موسع، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لاختيار قائد عام للجيش بدلاً من حفتر، لكن قوات الأخير داهمت معسكره في برسس ودمرته، وقامت باعتقاله.
ومنذ ذلك الحين، بقي قعيم مغيّباً عن المشهد في سجون حفتر، بالتوازي مع تحجيم قدرة قبيلة العواقير التي ينتمي إليها، عسكرياً، عبر القيام بتعيين ضباط وعسكريين من قبائل أخرى مقرّبين من حفتر، في المعسكرات والتمركزات الواقعة في أراضي القبيلة.
غير أنّ اتساع الشرخ الاجتماعي الذي تسبّبت به حروب حفتر الطويلة، ساهم في تنامي السخط الشعبي، ضد حفتر، لتنضم قبائل أخرى إلى صف قبيلة العواقير؛ مثل قبيلة البراعصة والمغاربة وغيرها.
وأظهرت صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس السبت، استقبالاً شعبياً لقعيم، إثر وصوله من معتقله إلى منزله في برسس، من قبل أهالي قبيلته.
Rashed AlsaitiSaturday, 18 August 2018" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
منعم الدينالي" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
ووفق مصدر مقرّب من بلدية توكره في بنغازي، فإنّ إطلاق سراح قعيم "جاء ضمن سلسلة مساعٍ يجريها حفتر للتقليل من حجم جبهة معارضيه الداخليين"، مؤكداً أنّ إطلاق سراح قعيم تم بعد اتفاق مع شيوخ قبيلته.
وقال المصدر، لــ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "نقابة الأشراف في شرق البلاد، هي من أوكل لها حفتر السعي في التهدئة، بدعوى أنّها تمثّل قبائل الأشراف في الشرق، وتمتلك حضوراً واحتراماً بين شرائح المجتمع"، كاشفاً أنّها سهّلت لقاء بين شيوخ العواقير وحفتر، منذ أكثر من أسبوع.
وكان شقيق قعيم، منير قعيم العبدلي، قد كتب على حسابه على "فيسبوك"، السبت، مؤكداً انتهاء لقاء بين شيوخ القبيلة وقيادة حفتر، بـ"ترتيبات الإفراج عن النقيب فرج قعيم العبدلي".
وبحسب المصدر، فإنّه اُشترط على شيوخ قبيلة العواقير، تسليم مواقعهم العسكرية، واستبدالها بمواقع في القطاع المدني كالبلديات، وامتيازات أخرى كزيادة المخصصات المالية للبلديات الواقعة في أراضيهم، مقابل سحب تأييدهم للرائد محمود الورفلي، القيادي في "قوات الصاعقة" والهارب من سجونه، منذ أسابيع.
ويأتي إطلاق سراح قعيم، "ضمن سلسلة إجراءات للتهدئة، داخل قبائل العبيدات والمغاربة وهما من أكبر قبائل الشرق"، وفق المصدر، مؤكداً أنّ "إعلان قيادة حفتر، الجمعة، النفير، في منطقة الهلال النفطي؛ حيث تقع أراضي قبيلة المغاربة، له علاقة بتولية عدد من أبنائها مراكز قيادية في القوات التي تحمي منطقة الهلال، ضمن مساعي حفتر للتهدئة، ولجم فتيل الغضب القبلي المتزايد".
وكشف المصدر، لـ"العربي الجديد"، أنّ جهوداً أخرى تجري لإنهاء الخلاف بين حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح المنتمي لقبيلة العبيدات.
وأكد المصدر أنّ ما يجري من جانب حفتر، يذهب في اتجاهين؛ الأول وقف الغضب القبلي من جهة، والثاني يُشبه الدعاية الانتخابية له، فيما لو ترشّح حفتر لمنصب سياسي أو عسكري أو دفع بشخصية مقربة منه لذلك، ضمن الانتخابات المقبلة".
وبحسب "إعلان باريس" الذي تمّ التوصّل إليه بين الأطراف الليبية، في مايو/أيار الماضي، فإنّ الأخيرة ملزمة بإصدار إطار دستوري قبل منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل، بينما تجري انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الجاري.