وأكّدت مصادر محلية وأخرى أمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّ محامين ومكاتب حقوقية تتولى لقاء ذوي الضحايا وتدوين أسمائهم وإفاداتهم وتواريخ مقتل ذويهم وكيفية ذلك، وأدلة مختلفة كشهادات الوفاة وعمل الضحايا، ومن ثم أخذ توكيل قانوني منهم بالترافع عنهم أمام المحاكم الدولية.
وباشرت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أولى عملياتها في العراق وسورية، مطلع شهر أغسطس/آب 2018، لتتوسع فيما بعد إلى عمليات برية محدودة داخل البلدين.
ويتألف التحالف الدولي من 30 دولة، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وهولندا وألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى دول عربية وآسيوية مختلفة، تقدّم دعما غير قتالي، مثل التدريب والتمويل المالي والتسليح.
ونفّذ التحالف الدولي، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأميركية، حتى مطلع عام 2017، أكثر من 134 ألف طلعة جوية في العراق وسورية، نفّذ خلالها 17 ألف ضربة داخل البلدين، منها نحو 13 ألف ضربة لسلاح الجو الأميركي، وبتكلفة مالية تبلغ 12.6 مليون دولار، في اليوم الواحد. ويتوقع أن عدد الضربات الجوية ارتفع بنسبة كبيرة خلال 2017 و2018.
وقال التحالف الدولي، في آخر بيان له، إن ما لا يقل عن 1059 مدنياً قُتلوا من دون قصد نتيجة الضربات، وذلك منذ بدء عملية "العزم الصلب". غير أن أرقاما عراقية ومعطيات ميدانية تؤكد أن عدد الضحايا يتجاوز الآلاف، إذ وثقت جماعة "إيروورز" لمراقبة تداعيات الحرب، 5637 مدنياً على الأقل قُتلوا في ضربات التحالف في سورية والعراق.
وأكّد مسؤول محلي في الموصل، لـ"العربي الجديد"، أنّ "محامين قادمين من جنوب العراق وبغداد يقومون بزيارة ذوي ضحايا القصف الجوي للتحالف، ويتوكلون عنهم في رفع قضايا على الولايات المتحدة تحديداً، والتحالف الدولي بشكل عام"، لافتاً إلى "أنهم يتبعون فصائل مسلحة وأحزابا مقربة من إيران".
وأضاف أن "هناك الكثير من الضحايا. والموصل تغص بعائلات فقدت أبناءها في القصف الدولي، لكن الغريب أن تتولى جهات شاركت في قتل مواطنين أيضاً بالقصف الصاروخي وقصف البراميل، هذا الموضوع".
وتابع "من قُتل باستخدام البراميل والصواريخ على يد المليشيات والشرطة الاتحادية، في الموصل، أكثر بكثير ممن قتله التحالف"، لافتاً إلى أن تلك الجهات تقول إنها ستقدم الوثائق لمحاكم دولية وإقليمية لمقاضاة الولايات المتحدة، على وجه التحديد، جراء قتل مدنيين بالغارات التي تنفّذها في العراق".
ووفقاً للعضو في نقابة المحامين العراقيين بمدينة الحويجة، جنوب غرب كركوك، علي العبيدي، فإن ثلاثة أشخاص على الأقل زاروا المدينة برفقة سيارات تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، وسألوا عن ضحايا قتلهم القصف الدولي.
وأوضح المحامي العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أن "الموضوع سياسي، وعلى ما يبدو حركات إيرانية، وإلا لو كانت تلك الجهات صادقة لأطلقت سراح من تختطفهم من سنوات، أو حتى تعوّض ذوي من قتلوهم بدوافع طائفية".