بعد مصادقة المحكمة الاتحادية العراقية على نتائج الانتخابات التشريعية في التاسع عشر من الشهر الحالي، لم يتبق لاجتماع البرلمان العراقي الجديد إلا تسعة أيام، إذ من المقرر أن يكون الحد الأقصى لاجتماع مجلس النواب الجديد هو الثالث من سبتمبر/ أيلول المقبل، بحسب الدستور العراقي، الذي أوجب هذا الاجتماع بعد خمسة عشر يوماً فقط من المصادقة على نتائج الانتخابات.
العد التنازلي لاجتماع السلطة التشريعية العراقية المنتخبة وضع القوى السياسية الفائزة في الانتخابات على المحك، بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى التي يمنحها الدستور حق ترشيح رئيس الوزراء الجديد.
وفي ظل وجود معسكرين متقاربين يتنافسان للظفر بتشكيل الكتلة الكبرى، الأول يقوده رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والثاني بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، تشير أحداث الساعات الماضية إلى وجود تحركات واسعة يقوم بها محور العبادي لتشكيل الأغلبية البرلمانية، وفقاً لما أكده قيادي بتحالف النصر الذي يتزعمه العبادي.
وقال القيادي لـ "العربي الجديد" إن قوى سياسية "سنية" فائزة في الانتخابات، وافقت السبت على الانضمام لنواة الكتلة الكبرى التي أعلن عن تشكيلها في فندق بابل ببغداد الأحد الماضي، مؤكداً أن "محور فندق بابل" على وشك تحقيق العدد اللازم لإعلان الكتلة الكبرى.
وهذا ما أكده عضو البرلمان العراقي الجديد عن تحالف "سائرون" بدر الزيادي، الذي أوضح أن الساعات المقبلة قد تشهد الإعلان عن الكتلة الكبرى، مشيراً في تصريح صحافي إلى وجود حوار وتحركات مستفيضة مع تحالف "الفتح"، من أجل ضمه إلى نواة الكتلة الكبرى التي أعلنت في فندق بابل.
وأعلن في فندق بابل ببغداد الأحد الماضي عن تشكيل نواة الكتلة الكبرى التي ضمت تحالفات "النصر، وسائرون، والحكمة، والوطنية".
وكشف عضو في تحالف "سائرون" الخميس الماضي عن وجود توجّه لإقناع قيادات الفتح بإحياء التحالف السابق مع سائرون، الذي أعلن عنه في يونيو/ حزيران الماضي، مبيناً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تحالف الصدر يحاول استمالة "الفتح" إلى معسكره الذي أعلن عن تشكيل نواة الكتلة الكبرى.
وفي السياق، أكد عضو البرلمان العراقي السابق عن تحالف القوى "السنية" رعد الدهلكي، وجود توجه للتحالف مع كتلة "سائرون" التابعة للتيار الصدري، والقوى المتحالفة معها، مشيرا في بيان إلى أن عدداً من النواب "السنة" قرروا الالتحاق بكتلة الصدر.
كذلك أعلن الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي إياد السامرائي عن دعمه مشروع تحالف "النصر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، موضحا في بيان "ننظر إلى تحالف "النصر" الذي يقوده رئيس الوزراء كمشروع مستقبل، لا كمشروع لشخص العبادي، وسبق أن طالبته بالحفاظ على وحدة تحالف النصر".
وتابع "ينبغي أن يكون تحالف النصر هو محور لجمع الآخرين، ونحن معه ما دام متحداً".
وكان القيادي في تحالف النصر علي السنيد، قد أكد في وقت سابق من اليوم السبت أن عدداً من نواب تحالف "الفتح" و"ائتلاف دولة القانون" قرروا الانضمام إلى تحالف نواة الكتلة الكبرى، التي أصبحت أمراً واقعاً على حد قوله.