في الوقت الذي تواجه فيه القوى السياسية الفائزة في الانتخابات صعوبات كبيرة تعيق تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، تجد الأحزاب الكردية في ذلك فرصة كبيرة للعودة بقوة إلى المشهد السياسي طارحة قضايا خلافية بين بغداد وأربيل على طاولة المفاوضات التي تسبق تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال مصدر سياسي مقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني إن "الأحزاب الكردية الفائزة في الانتخابات منفتحة على جميع الأطراف، وليس لديها خطوط حمراء على أحد"، موضحا في حديث لـ "العربي الجديد" أن القوى الكردية "ستكون أقرب لمن يتخذ خطوات جدية لتحقيق مطالب الأكراد الرئيسية".
وبين المصدر أن "حل أزمة كركوك وفقا للدستور سيكون الموضوع الأول الذي سيطرح للنقاش مع بقية الأحزاب الفائزة، فضلا عن إيجاد حلول مناسبة لبقية المناطق المتنازع عليها"، مشددا على ضرورة إشراك قوات البشمركة الكردية في حفظ الأمن بكركوك، والمناطق الأخرى التي توجد فيها كثافة سكانية كردية.
ولفت إلى أن "الحديث عن حسم الأطراف الكردية أمرها باتجاه تحالف معين غير صحيح"، مشيراً إلى أن القوى الكردية، وخصوصا الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني) ستكون قريبة من الجهة التي تحقق مصالح الشعب الكردي.
إلى ذلك، أكدت عضو البرلمان العراقي السابق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني نجيبة نجيب أن "تحقيق مصالح الكرد سيكون الأمر الأهم في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة"، مبينة في حديث لـ"العربي الجديد" أن "مسألة المناطق المتنازع عليها ينبغي أن تحل وفقا للأطر الدستورية".
وأوضحت أن "جميع الأزمات بين بغداد وأربيل ينبغي أن يتم التوافق عليها وفقا لمبدأ الشراكة، لا سيما بعد أن علمت أحزاب بغداد أنها بحاجة للأكراد من أجل إدارة الدولة"، مشددة على ضرورة وجود ضمانات لحل جميع المسائل العالقة لا سيما المتعلقة بالبشمركة والمناطق المتنازع عليها.
وتعترض سلطات إقليم كردستان على وجود مليشيات "الحشد الشعبي" في بعض المناطق المختلطة.
ودعت ممثلة إقليم كردستان في واشنطن بيان سامي إلى إخراج المليشيات من المناطق المحررة شمال العراق، من أجل فسح المجال أمام النازحين للعودة إلى منازلهم.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن سامي قولها "يتعين إخلاء المناطق المحررة من قبضة داعش من المليشيات كي يتسنى للنازحين العودة إليها"، مبينة أن نازحي مناطق كركوك ونينوى وسنجار (شمالا) غير قادرين على العودة إلى مناطقهم.
وأشارت إلى أن أهالي محافظة نينوى طالبوا في أكثر من مناسبة بأن يديروا أمورهم بأنفسهم، وهو أمر دعمته حكومة إقليم كردستان، ورفضته الحكومة العراقية.