كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، عن "ترتيب جهاز الاستخبارات المصري لقاءً بين رجال أعمال من قطاع غزة وآخرين مصريين في القاهرة، مطلع الأسبوع المقبل، لتوقيع اتفاقيات تجارية بين الطرفين متعلقة بالاحتياجات الخاصة بالقطاع من مواد غذائية، وملابس، ومستلزمات معيشية".
من جهتها، قالت مصادر قيادية بحركة "حماس" إن "وفداً من رجال أعمال غزة يقوده وكيل وزارة الاقتصاد أيمن عابد، بصدد الوصول إلى القاهرة، وسيجتمع بعدد من رجال الأعمال المصريين"، موضحة أن "ترتيبات اللقاء بالكامل تمّت بعناية جهاز الاستخبارات العامة المصرية، مع تعهدات من جانب المسؤولين المصريين، بالسماح الفوري بإدخال كافة البضائع والمستلزمات، التي سيتم الاتفاق عليها بين الجانبين، إلى القطاع عبر معبر رفح، في إطار جهود التخفيف من حدة الأوضاع المعيشية في القطاع".
وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أنه "طالما طالبت الوفود التي ترددت على القاهرة منذ تحسّن العلاقات مع القطاع بفتح مجال للتجارة والتبادل التجاري بين رجال الأعمال والتجار الفلسطينيين، من جهة ونظرائهم في مصر، من جهة ثانية، من دون الحاجة إلى الاعتماد بشكل أساسي على المساعدات".
من جهة أخرى، كشفت المصادر المصرية عن "محاولات وجهود لترتيب جلسة ولقاء مشترك في القاهرة بين قيادتي حركتي فتح وحماس خلال النصف الثاني من الشهر الحالي، في وقت من المقرر أن يزور وفد من فتح القاهرة بناء على دعوة مصرية قدمها وفد جهاز الاستخبارات الذي زار رام الله أخيراً والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إضافة إلى اعتزام وفد من حركة حماس التوجه إلى القاهرة الأسبوع القادم، للقاء قيادات جهاز الاستخبارات".
كما كشفت المصادر أن "محاولات حثيثة تجري لترتيب زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل توجهه إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتوافق حول رؤية موحدة بشأن ما سيتم طرحه من المجموعة العربية".
وأكدت أن "وزير الخارجية المصري سامح شكري، بحث مع نظيره الأردني خلال اللقاء الذي جمعهما في القاهرة، التوصل إلى حل سريع، للتوتر الذي يعتري العلاقات بين السلطة الفلسطينية والقاهرة أخيراً"، داعياً عمّان إلى "أداء دور في ترتيب لقاء في القاهرة لعباس"، مرجحة أن "يكون ذلك اللقاء بمثابة قمة ثلاثية يشارك فيها العاهل الأردني عبدالله بن الحسين، إلى جانب عباس والسيسي. وأطلع شكري نظيره الأردني، على آخر الجهود المصرية، في إطار المفاوضات التي ترعاها القاهرة بشأن المصالحة الداخلية، والتهدئة مع الاحتلال".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، في تصريحات إعلامية، إن "رفع الحصار عن غزة يعد إنجازاً لمشروع المقاومة، وإن هناك أطرافا لا تريد لهذا الإنجاز أن يتحقق"، متسائلاً إن "كان يعقل لفصيل يشارك في الحصار على غزة أن يترأس وفداً لمفاوضة الاحتلال على رفع الحصار عن غزة"، في إشارة إلى حركة فتح. ولفت الحية إلى أن "المصريين في لحظة ربطوا ملف المصالحة الوطنية بالتهدئة وكسر الحصار"، موضحاً أن "ربط المصالحة بجهود التهدئة مطلب من مطالب السلطة التي لا تزال تحاول إجهاض الجهود المبذولة من الأطراف كافة"، متهماً السلطة بـ"العمل على عرقلة مسار التهدئة بعد أن قطعت شوطاً مهماً".
من جهته، اعتبر المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، أن "جهود التوصل إلى تهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي متواصلة ولم تتوقف"، موضحاً أن "الاتصالات جارية حتى اللحظة لإنجاز هذا الأمر". وأضاف أن "الوساطات والجهود المختلفة لتثبيت وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية عام 2014 مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة، ما زالت مستمرة في مساراتها المتعددة، ولم تتوقف". وأوضح أن "أياً من الوسطاء لم يبلغ حركة حماس بأن جهود التهدئة قد توقفت"، مؤكداً أن "الاتصالات جارية حتى اللحظة لإنجاز هذا الأمر؛ مع الوسطاء؛ سواء الوسيط المصري أو الوسيط الأممي".