وحضر المراسم عدد من المسؤولين من بينهم وزراء الاستخبارات، الدفاع والصحة، فيما كانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت، اليوم الإثنين، يوم حداد وطني في كل أرجاء البلاد.
اعتقال متورطين
وأعلن وزير الاستخبارات محمود علوي، من الأهواز، أنّ السلطات الأمنية اعتقلت عدداً من المتورطين الرئيسيين في الهجوم، قائلاً إنّها "ستصل إلى الإرهابيين واحداً تلو الآخر، وستحاسبهم جميعاً على أفعالهم".
وأشار علوي، إلى أنّ "ما حصل لا يؤثر على وحدة الداخل الإيراني، ولا على محافظة خوزستان" التي تقع فيها الأهواز وتقيم فيها قوميات مختلفة من بينهم عرب إيران، معتبراً أنّ "الجنازة التي شارك فيها الجميع دليل على ذلك"، مؤكداً أنّ بلاده "لن تسكت على ما حصل".
من ناحيته، أكد نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني نوذر نعمتي، أنّ الأجهزة المعنية تعرّفت على كل منفذي الهجوم والمتورطين به، ومن هم على صلة بما حصل، قائلاً "إنّهم سينالون عقاباً وحساباً ثقيلاً".
واتهم "الحرس الثوري" الإيراني، "المنظمة الأحوازية" بتنفيذ العملية، كما وجه المسؤولون الإيرانيون وقادة عسكريون، أصابع الاتهام، للولايات المتحدة ولجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ولدولتين خليجيتين، إذ اعتبرت طهران أنّ هذه الأطراف تدعم "المنظمة" بالمال والسلاح.
هوية الفاعلين
ونشرت مواقع إيرانية، أسماءً قالت إنّها للمسلحين الأربعة الذين نفّذوا هجوم الأهواز، وتتهمهم إيران بالانتماء لـ"المنظمة الأحوازية" الانفصالية والمعارضة للنظام.
وجاء في قناة "رجانيوز" على تطبيق "تليغرام"، وهي المحسوبة على المحافظين، أنّ الأخوين أحمد ومحمود منصوري من منطقة مندلي في الأهواز، وجواد سواري، وعادل بدوي، من منطقة غلغشت في الأهواز كذلك، هم من نفذوا الهجوم، فيما لم تنشر السلطات بعد، أي بيان رسمي يؤكد صحة ذلك.
وكانت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، قد نشرت فيديو قالت إنّها حصلت عليه لمنفذي العملية، دون تبنيها بشكل صريح للهجوم، مع أنّها ذكرت، يوم السبت، أنّها تتحمل مسؤوليته.
ويظهر في الفيديو، الذي لم يصور الهجوم، ثلاثة أفراد يرتدون الزي العسكري؛ اثنان تحدثا باللغة العربية يُرجّح أنّها بلهجة أهوازية، والثالث تحدّث اللغة الفارسية بلهجة لرية بختيارية، فيما لم يشيروا جميعهم لانتمائهم لتنظيم "داعش"، واكتفوا بالحديث عن ضرورة "تلبية المطلب الجهادي".
ولم تعلّق السلطات الرسمية الإيرانية على الفيديو، وتصرّ على ارتباط جهات معارضة في الخارج بالأمر، ولا سيما أنّ مسؤولين في "جبهة النضال العربي لتحرير الأحواز" أعلنوا صراحة تبنّيهم الهجوم.
توعد بـ"رد مدمّر"
وفي كلمته خلال الجنازة، حذر نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، كل من يقف وراء الهجوم، مؤكداً أنّ "ردّ إيران سيكون مدمراً، والأمر لن ينتهي عند هذا الحد"، بحسب تعبيره.
ووجّه سلامي خطابه للولايات المتحدة الأميركية، قائلاً إنّ "على أميركا أن تعرف أنّها تعلّمت الفشل وحسب، فلم تستطع حماية الكيان الصهيوني الذي يهدّده (حزب الله) اللبناني، ولا تقسيم سورية وإسقاط نظام (بشار) الأسد، ولا تقسيم العراق وإعادة نفوذها إليه، ولم تنقذ السعودية من مستنقع اليمن".
وفي ذات السياق، أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أنّه "على الإرهابيين انتظار رد طهران، فجرائم من هذا النوع لا تثني الإيرانيين"، وأضاف أنّ "قوى الغطرسة العالمية وأميركا والصهيونية وحلفائهم في المنطقة، يحاولون استخدام مجموعات لضرب إيران وللوصول لأهدافهم فيها".
من جهته، ذكر أمين "مجمع تشخيص مصلحة النظام" محسن رضائي، أنّ التخطيط لهجوم الأهواز "جرى في الخارج"، مضيفاً أنّ "من يحلمون بفصل خوزستان عن إيران، واهمون حالمون".
وتوعّد بأنّ "أعداء إيران سيواجهون رداً صعباً"، معتبراً أنّ "ما حصل يدل على تورط أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة التي أرادت التغطية على فشلها"، مطالباً الحكومة الإيرانية ووزارة الخارجية بـ"عدم الاكتفاء بالتحذيرات اللفظية والرد على ما حصل"، قائلاً إنّ "زعماء المجموعة الإرهابية التي نفذت الهجوم يقطنون في بريطانيا وهولندا والدنمارك".
ومساء السبت، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أنّ وزارته استدعت السفيرين الهولندي والدنماركي والقائم بالأعمال المؤقت البريطاني في ظل غياب السفير، على حدة، وأبلغتهم الدائرة الأوروبية التابعة للخارجية اعتراض إيران الشديد على السماح لمن وصفتهم بـ"الإرهابيين" باللجوء والإقامة على أراضي الدول الثلاث.
ونقلت وكالة "إيسنا" عن قاسمي قوله، إنّ إيران حذرت هذه الدول سابقاً، وتطالب باعتقال هؤلاء الأفراد وتقديمهم للمحاكمة، متهماً إياها بالسماح لأعضاء من مجموعات انفصالية عربية بالإقامة لديها، وهي التي تصنفها طهران على أنّها "إرهابية"، ومن بينها "المنظمة الأحوازية" التي وجهت لها أصابع الاتهام بتنفيذ هجوم الأهواز.
خطط روحاني في نيويورك
وتزامناً، وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك، ليل الأحد، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح، في تصريحات صحافية، أنّه سيجري لقاءات عديدة على هامش مشاركته باجتماعات الجمعية، قائلاً إنّه يحمل هدفاً يرمي لتوضيح سياسات إيران في الإقليم والعالم، أمام المجتمع الدولي.
واعتبر روحاني أنّ "اجتماع هذا العام، يتيح الفرصة أمام إيران لتتحدّث عن انتهاكات الولايات المتحدة الأميركية"، متهماً واشنطن بأنّها "تتبع سياسات خاطئة إزاء إيران، وانسحابها من الاتفاق النووي يعني تخلّيها عن تعهداتها".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 8 مايو/أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بسبب ما وصفها "العيوب الجسيمة" بالاتفاق، بسبب اتهامها بخرق البند الخاص بتجريب صواريخ باليستية، وتدخلاتها في المنطقة.