تعيش تونس حالة ترقب عقب إعلان الرئاسة التونسية، اليوم الاثنين، أن الرئيس الباجي قايد السبسي سيجري حوارا مباشرا، مساء اليوم، مع قناة الحوار التونسية الخاصة.
وترجح مصادر لـ"العربي الجديد" أن يشهد الحوار تطورات سياسية هامة، تتعلق بموقف السبسي مما يحدث في تونس بخصوص الأزمة السياسية الخانقة، وخاصة موقفه من رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، ومن حركة النهضة.
وقالت المصادر إن حركة النهضة بصدد التشاور، من جهتها، لبلورة موقف من الأزمة، قد يستبق حوار الرئيس، الذي كان أعلم سابقا رئيس الحركة، راشد الغنوشي، بنيته تفعيل الفصل 99 من الدستور القاضي بعرض الثقة على الحكومة من جديد على البرلمان، بما قد يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على المشهد السياسي، وعلى مؤسسات الدولة، حيث يمكن أن يقود إلى إقالة الحكومة، أو حل البرلمان، أو استقالة الرئيس.
وكانت المصادر أكدت أن تلويح الرئيس بالفصل 99 قد يكون مجرد تذكير للنهضة بالأوراق الدستورية التي لا تزال بين يديه، وتهديد للحركة التي تريد تغيير المعادلات السياسية بتشبثها برئيس الحكومة، يوسف الشاهد، رغم تحالفها مع السبسي.
وقد يعبّر الرئيس، في الحوار ذاته، عن "خيبة أمله" في الشاهد والغنوشي، فيما رجحت المصادر أن يتحدث عن أزمة "نداء تونس" وتهاويه بشكل مدوٍّ في الأيام الأخيرة، وسط مطالبات جهوية متواترة بإبعاد مديره الحالي، حافظ قايد السبسي.
وذكر مصدر أن السبسي الابن بصدد بحث الموضوع، وقد يعلن عن موقف بهذا الخصوص، مرجحة أن "يعلو صوت الحكمة لديه"، وفق تعبير المصدر، وإعلان ابتعاده عن إدارة الحزب، بعد أن أصبح الموضوع يهدد وجود النداء، ويؤثر بشكل كبير على العلاقات السياسية وعمل مؤسسات الدولة.
وتساءل مراقبون عن الإمكانيات الفعلية للرئيس السبسي لتغيير المعادلات السياسية، بعد أن أصبح للشاهد كتلة سياسية وازنة تدعمه مباشرة، بالإضافة إلى دعم كتلة النهضة وأحزاب أخرى.
وترى بعض الدوائر أن الرئيس لا يزال يحظى بدعم اتحاد الشغل وقوى المعارضة التي تتمسك بإبعاد الشاهد، وهي أوراق سياسية وازنة وحاسمة في المشهد السياسي والاجتماعي التونسي.
ويتساءل مراقبون عن أثر كارثة نابل بعد الأمطار الأخيرة، وتأثير توقيتها على شكل الخطاب ومحتواه، وما إن كان سيشكل فرصة لانتقاد الحكومة، أم سيعطل الحديث عن حلول سياسية أمام المأساة الاجتماعية.