رغم مواصلة السلطات الإيرانية، تحقيقاتها في هجوم الأهواز، صدرت تصريحات لافتة عن عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، والتي راجعت الفيديوهات المصورة للهجوم، وجّه فيها لومه للسلطات الأمنية والمسؤولة عن تنظيم العرض العسكري، مشيراً لوجود "ثغرات أمنية".
وفتح أربعة مسلحين النار، السبت الماضي، خلال عرض عسكري أقامته القوات المسلحة، في الأهواز في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، ما أدى إلى مقتل 25 شخصاً، وإصابة 69 آخرين، فيما أعلنت الاستخبارات الإيرانية، اعتقال 22 شخصاً قالت إنّهم متورطون في تنفيذ الهجوم.
وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي حسيني، في فيديو مصور نشرته وكالة "فارس"، اليوم الأربعاء، إنّ "المسلحين أطلقوا النار لمدة 12 دقيقة متواصلة، تحرّكوا خلالها ذهاباً وإياباً، وتحدّثوا مع بعضهم البعض، وبدّلوا مخازن أسلحتهم، دون أن توجّه نحوهم رصاصة واحدة".
وأوضح حسيني، أنّ لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، عقدت اجتماعاً بحضور وزيري الاستخبارات والداخلية، وممثلين عن الأجهزة المعنية من قبيل الجيش و"الحرس الثوري" والشرطة وآخرين من محافظة خوزستان، وراجعت الفيديوهات المصورة للهجوم.
وأكد أنّه "كان من المفترض أن يكون هناك حماية أمنية خاصة لمراسم من هذا النوع، حتى أنّ الحديقة المتاخمة لمكان العرض العسكري، والتي اختبأ فيها منفذو الهجوم لم تكن مراقبة، وهو ما يعني وجود ضعف وخلل"، مشدداً على أنّ "هذا الأمر لن يمرّ من دون محاسبة".
كما انتقد حسيني وزارة الاستخبارات والأمن التي أعلنت عن اعتقال 22 شخصاً، وقالت إنّها اكتشفت مكاناً يعود لمنفذي الهجوم والمتورطين معهم، وصادرت أسلحة ومتفجرات وأجهزة اتصال منه، متسائلاً عن سبب حصول ذلك بعد تنفيذ الهجوم "لا الكشف عنه قبيل وقوعه"، مشدداً على "ضرورة الكشف عن نقاط الضعف وتداركها".
وجدّد حسيني الاتهامات للسعودية والإمارات التي قال إنّها "دعمت المجموعة التي نفذت الهجوم"، فضلاً عن اعتباره أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تشجع هذا النوع من الإرهاب"، بحسب قوله.
مؤتمر أمني
إلى ذلك، أُقيم في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأربعاء، المؤتمر الأول للحوار الأمني الإقليمي، بحضور أمناء ومستشاري مجالس الأمن القومي، في كل من: إيران وروسيا وأفغانستان والصين والهند.
وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني، إنّ "الهجوم الإرهابي الذي وقع في الأهواز، جرّد حقيقة الأطراف الداعمة للإرهاب ممن لم يكونوا مستعدين حتى لإدانة ما حصل".
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أضاف شمخاني، أنّ "استمرار الحوار بين الأطراف الإقليمية الفاعلة يلعب دوراً بنّاء في التوصّل للاستقرار والأمن والسلام في كل المنطقة"، داعياً إلى "وقف التعامل بازدواجية في ملف التعامل مع الإرهاب".
وقال إنّ الهجوم الذي وقع في الأهواز "تتحمّل مسؤوليته مجموعة على صلة بالخارج، وهو ما يؤكد وجود بعض الأطراف التي تسعى لإثارة البلبلة من خلال دعم الإرهاب".
ورأى شمخاني أنّ "الإرهاب معضلة تواجه المنطقة"، متحدّثاً عن وجود "آلاف الإرهابيين" في سورية وغيرها من دول الإقليم، "وهو ما يهدد أمنه بحال عدم مكافحتهم بشكل جدي"، بحسب قوله.
وتابع أنّه "ليس لدى الإدارة الأميركية نية حقيقية للقضاء على تنظيم داعش، فلم توجّه مقاتلاتها ضربات للتنظيم رغم أنّها على علم بإحداثياته وأماكن تواجده، كما أنقذت زعماء في التنظيم من قبضة الجيش في كل من سورية والعراق".
وتوجّه شمخاني بخطابه أيضاً للدول المشاركة في المؤتمر، قائلاً إنّه "من الضروري أن تحل هذه البلدان مشكلاتها الداخلية، وتمنع التدخل بشؤونها من قبل أياد خارجية، وهو ما يشكّل أرضية حقيقية لمحاربة الإرهاب"، داعياً إلى "زيادة التعاون الإقليمي وتشكيل تحالف لتحقيق هذا المبتغى".
وشارك في المؤتمر، أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي الهندي آجيت دوال، ومستشار الأمن القومي في أفغانستان حمد الله محب.