"انهضوا".. حركة ألمانية يسارية جديدة لمواجهة اليمين المتطرف

04 سبتمبر 2018
الحركة رداً على انتشار اليمين المتطرف (Getty)
+ الخط -
أطلقت زعيمة الحزب اليساري الألماني، سارة فاغنكنشت، اليوم الثلاثاء، "حركة انهضوا" رسمياً في برلين، أمام مجموعة من السياسيين المنتمين لأحزاب الاشتراكي واليسار والخضر الداعمين للمشروع، إضافة إلى عدد من المثقفين من كتاب وأساتذة وفنانين.

وفي تصريحات لها حذّرت فاغنكنشت من التطورات الحالية، قائلة: "لدينا في ألمانيا أزمة ديمقراطية والجميع يشعر بأنه لم يعد ممثلاً، ولا نريد أن نبقى متفرجين بعد الآن، نريد تغيير شيء ما".
ويعتبر مؤسسو الحركة أنها جاءت رداً على نجاحات الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"، والنتائج التي حققها في الانتخابات البرلمانية العامة الخريف الماضي، إذ خسر اليسار قرابة 40 ألف ناخب لصالح البديل. وعن ذلك قالت فاغنكنشت "إذا لم يعارضه أحد الآن فإن هذا البلد لا يمكن التعرف إليه في الخمس أو عشر سنوات المقبلة".
وأضافت "ألمانيا تتغيّر في اتجاه لا يريده كثيرون، والجو العام يزداد حدة، والانقسامات الاجتماعية باتت أعمق، ويرجع ذلك إلى عدم استفادة جميع الناس من الازدهار الاقتصادي للبلد"، مشددة على أن ألمانيا "بحاجة إلى حراك سياسي جديد"، و"أن الهدف من حركتها تمهيد الطريق أمام حكومة فيدرالية يسارية على المدى المتوسط".
وردّت السياسية اليسارية على الأقاويل التي تساق ضد حركتها، ومن أنها "فرضت من فوق"، مبرزة أنه حتى موعد الإعلان الرسمي اليوم سجل أكثر من مائة ألف طلب انتساب.

وفي حديث مع "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" قالت فاغينكنشت إن العديد من العمال والعاطلين عن العمل وذوي الأجور المنخفضة لدى اليسار شعروا وبوضوح بأن مشاكلهم لم تعد مفهومة، ولا يجب أن نستسلم لاندفاعة المتذمرين إلى صفوف البديل، قبل أن توضح أن البيان التأسيسي يلتزم بقانون اللجوء ورفض العنصرية ومعاداة السامية، مع تأكيدها أن ملف اللجوء أدى إلى مزيد من عدم اليقين وتهديد التماسك الاجتماعي وتزايد السخط وخلق أرضية خصبة للكراهية والتعصب.


وفي تعليق للأعضاء المؤسسين والداعمين المطلعين على السياسة العامة للحركة اعتبر عدد منهم أن منصة النقاش داخل الحركة لا تتعلّق بالآراء ولكن حول مجموعة الأفكار وأن "حركة انهضوا" تتفاعل مع الناخبين الذين لا مأوى سياسياً لهم.
بدورها رحبت رئيسة كتلة اليسار في البرلمان الألماني، ديتمار بارتش، بخطوة فاغنكنشت، أما رئيس حزب الخضر الأسبق، لودغر فولمر، فأعلن تأييده لها قائلاً "نريد تجديد لديمقراطية"، قبل أن يطالب بإعادة توجبه الاحتجاج والإحباط إلى الحلول البناءة، بحسب ما ذكرت "شبيغل اون لاين".
في المقابل، شكك الحزب الاشتراكي الديمقراطي في إمكانية استمرارية الحركة ومن أن هناك خشية من الانقسام في طيف اليسار كما الصراع على السلطة داخل الحزب العريق، وفق ما أوضح الأمين العام للحزب لارس كلينغبيل، لمجموعة "فونكه" الإعلامية. هذا الأمر أكده الباحث السياسي الألماني، جيرو نويغباور، معتبراً أن فرص نجاح الحركة منخفضة، انطلاقاً من أن الحركات عادة ما تنشأ من القاعدة إلى أعلى الهرم، وهنا نجد العكس، ومع ذلك من الممكن أن تكون النتيجة مستقبلاً مثيرة للاهتمام.
وأبرز نويغبارو أن الحركة قد تشكل ضغطاً على الأحزاب اليسارية في البلاد، وأن المزاج السياسي في ألمانيا حالياً متجه نحو اليمين والظروف الآن ليست مواتية لمثل هذه الحركات.

من جانبه، قال الكاتب اويغن روغه، أحد الداعمين للحركة، لشبكة "اي ار دي" إن "الحركة تشكل مسارا لما تسميه الورقة التأسيسية عالماً أفضل، مع العديد من مواقف الحزب اليساري الكلاسيكي ضد الأجور المنخفضة والعمل المؤقت إلى صادرات الأسلحة مع المطالبات برفع المعاشات التقاعدية والتعليم الأفضل".

ويوضح روغه في حديثه أن على اليسار أن يجد حلاً للتطور الكارثي الذي استحوذت عليه الرأسمالية خلال الثلاثين سنة الماضية.

بدوره اعتبر الممثل سيباستيان شفارس، المستقيل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن فكرة الحركة تحتل مواضيع اجتماعية، وكان من المهم الاستيقاظ بالمعنى الحقيقي للكلمة وإظهار الالتزام الاجتماعي اليساري القوي.