استبقت روسيا القمة الرئاسية الثلاثية التي تستضيفها طهران اليوم الجمعة، بين الرؤساء الإيراني حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والتي يُتوقع أن تحسم مصير إدلب السورية، بتصعيدها ونظام بشار الأسد عبر قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري، وتأكيدها أنها ستستمر في "قتل الإرهابيين" في إدلب وفي أماكن أخرى، لتفرض تفاوضاً تحت النار حول مستقبل المحافظة السورية التي وصفتها مرات عديدة بأنها "بؤرة للإرهاب". وتستفيد موسكو من تعاظم المواقف الدولية الداعية لمحاربة "الجماعات المتشددة" في إدلب، والتي كان آخرها موقف ألماني أمس الخميس، مع عدم ممانعة أميركية وفرنسية للحملة على إدلب شرط عدم استخدام الأسلحة الكيميائية فيها. هذه التطورات تضع تركيا تحت ضغوط التوصل لتفاهمٍ في قمة طهران حول كيفية التعاطي مع "هيئة تحرير الشام"، يجنّب الشمال السوري حمام دم ويحظى بقبول روسي إيراني.
وقبل ساعات من انعقاد القمة الثلاثية اليوم، كانت موسكو توجّه رسائل حازمة، أبرزها جاء عبر تصريح للمتحدثة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا، التي قالت: "قتلنا ونقتل وسنقتل الإرهابيين، إن كان في حلب أو إدلب أو في أماكن أخرى في سورية. يجب أن يعود السلام إلى سورية".
وسبق ذلك ضوء أخضر جديد لموسكو لبدء معركة إدلب، إذ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الوضع في إدلب معقّد و"هناك قوات متشددة ينبغي محاربتها". وأضافت في مقابلة تلفزيونية أنها تحدثت مع الرئيسين الروسي والتركي بشأن الوضع هناك، وشددت على ضرورة تفادي وقوع كارثة إنسانية.
من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي الجنرال فرانسوا لوكوانتر، أن قواته مستعدة لضرب مواقع النظام إذا استخدم السلاح الكيميائي أثناء الحملة على محافظة إدلب. وتوقّع لوكوانتر، في تصريح أدلى به أمس أمام مجموعة من الصحافيين، "نهاية خلافة داعش قبل نهاية العام، على الأرجح قبل نهاية فصل الخريف".
في السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري فرنسي قوله إن هناك مؤشرات على أن روسيا وحلفاءها يريدون الانتهاء من هجوم إدلب بحلول نهاية هذا العام. وأضاف أن باريس تعتقد أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بشمال شرق البلاد لأن واشنطن تريد تقليص النفوذ الإيراني في سورية.
وجاء ذلك مع تصعيد قوات النظام والطيران الروسي، من عمليات القصف لمجمل المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في الشمال السوري، خصوصاً ريف حماة الشمالي الذي تم استهدافه بعدة غارات من الطيران الحربي. وقالت مصادر محلية إن الطائرات الحربية الروسية قصفت بلدة كفرزيتا ومحيطها ومنطقة وادي العنز وأطراف ريف إدلب الجنوبي. كما خرج مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة في إدلب عن الخدمة نتيجة تعرضه لقصف مباشر من طائرات النظام. فيما قُتل مدني وأصيب آخرون جراء استهداف قوات النظام المتمركزة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بالقذائف الصاروخية بلدة التح جنوبي المحافظة. كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في منطقة "شم هوا" بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ محيط بلدة جرجناز من الجهة الجنوبية بريف إدلب الجنوبي، وبلدة خربة الناقوس في سهل الغاب، وقرية المشيك في ريف حماة الغربي، إضافة إلى جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وطاول القصف أيضاً قرى وبلدات بريف معرة النعمان الشرقي، ضمن القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
من جهتها، ردت فصائل المعارضة وقصفت بصواريخ "غراد" مواقع قوات النظام في قرية البحصة بريف حماة الغربي، موقعة خسائر في صفوفها. كما استهدف قصف المعارضة مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في سهل الغاب ومحيط منطقة جورين، ما تسبب بأضرار مادية.
وأعلنت فصائل المعارضة أنها أحبطت محاولة تسلل لقوات النظام عند تلة الحدادة في ريف اللاذقية. وقال بيان لحركة "أحرار الشام" إنها وفصائل أخرى تصدت لمجموعات من قوات النظام حاولت التسلل للسيطرة على نقاط تمركزها عند تلة الحدادة شمالي اللاذقية، المحاذية لمنطقة جسر الشغور في إدلب. وقال ناشطون إن محاولة تسلل عناصر النظام ترافقت مع عملية قصف مدفعي وصاروخي مكثّف لمدة ساعة، تلتها اشتباكات مع الفصائل قرابة ساعتين أدت لقتلى وجرحى في صفوف قوات النظام التي انسحبت في وقت لاحق وبدأت قصف القرى والبلدات المحيطة. وتُعتبر تلة الحدادة الواقعة تحت سيطرة "أحرار الشام"، من المواقع الاستراتيجية كونها تطل بشكل مباشر على طريق اللاذقية-حلب الدولي، وتحاول قوات النظام السيطرة عليها لقطع الطريق.
يأتي ذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى منطقتي جبل التركمان وسلمى شمالي اللاذقية، في ظل قصف مكثف قبل يومين على منطقة جسر الشغور القريبة وحديث مسؤولي النظام عن معركة مرتقبة في محافظة إدلب.
اقــرأ أيضاً
في غضون ذلك، شهدت بلدتا التح والتمانعة شرقي محافظة إدلب، حركة نزوح جماعي للأهالي أمس الخميس، وسط التصعيد والقصف من قوات النظام على البلدة ومحيطها. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن آلاف المدنيين نزحوا من بلدة التح إلى القرى والبلدات المجاورة، في ظل القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على البلدة، واتجهوا إلى محيط نقاط المراقبة للجيش التركي القريبة من التح جنوبي إدلب وشمالي حماة القريب. وسبق أن نزحت مئات العائلات من منطقة جسر الشغور غربي إدلب، بعد عشرات الغارات من الطائرات الحربية الروسية الثلاثاء الماضي، أدت إلى مقتل 14 مدنياً وجرح 31 آخرين.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مئات العائلات نزحت من مناطق التماس مع مناطق سيطرة قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب إلى ريف حلب الغربي وإلى مدينة عفرين وريفها الخاضعة لسيطرة فصائل "غصن الزيتون"، إضافة إلى رصد حركة نزوح أخرى من مدينة معرة النعمان وريفها نحو المخيمات عند الشريط الحدودي مع تركيا.
هذه المعطيات تطرح تساؤلات عما يمكن التوصل إليه في قمة طهران اليوم، مع الضغوط الروسية التي سبقتها، فيما كان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، يقول أمس إنه يأمل أن يتوصل رؤساء روسيا وتركيا وإيران لاتفاق نهائي بشأن منطقة إدلب خلال القمة. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قال إن بلاده أبلغت الجانب الروسي بأن الهجمات الأخيرة على محافظة إدلب خاطئة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس في أنقرة، أنه منذ ظهور احتمالية الهجوم على المحافظة، تركيا بذلت جهوداً مكثفة من أجل منع النظام من خرق وقف إطلاق النار في إدلب ومن شن هجوم عليها. وأكد أن بلاده تتواصل مع الجانبين الروسي والإيراني على مستوى وزارتي الدفاع والخارجية وأجهزة الاستخبارات، مشيراً إلى وجود توافق بين الأطراف الثلاثة على ضرورة خروج المجموعات المتطرفة من إدلب. واعتبر أن النظام أحضر "المجموعات الإرهابية" من مناطق سورية المختلفة إلى إدلب لكي يهاجمها في النهاية بحجة محاربة الإرهاب.
وتعليقاً على ذلك، رأى السياسي السوري المعارض ميشال كيلو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تركيا بشكل عام هي أهم بكثير من إدلب بالنسبة للروس، ولا يمكن لموسكو التضحية بعلاقاتها مع أنقرة من أجل تنفيذ أجندة النظام في إدلب. وأضاف كيلو أن تركيا بتصنيفها "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية حسمت أمرها بشأن كيفية حل المشكلة والتعامل معها، ما يرجح تبنّي الخيار العسكري بشكل مشترك بين روسيا وتركيا للتعامل معها، مع محاولة تجنّب استهداف المدنيين. وأشار إلى أن روسيا تعمل حالياً على ملفات عدة مثل عملية إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، وكلها أمور مكلفة وتحتاج إلى تمويل وتعاون دولي، ما يجعلها حريصة بالتالي على عدم إغضاب المجتمع الدولي من خلال التورط بعمليات استهداف واسعة للمدنيين. وتوقع كيلو أن يتم الاعتماد على "الجبهة الوطنية للتحرير" كقوات على الأرض في التعامل مع "جبهة النصرة".
من جهته، قال النقيب ناجي مصطفى، المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، وهي التكتل الأبرز لفصائل المعارضة في إدلب، إنه لا توجد لدى فصائل المعارضة أي معلومات حول حصول تفاهمات روسية-تركية بشأن إدلب، عشية قمة طهران. وأضاف مصطفى في حديث لـ"العربي الجديد"، أن فصائل المعارضة على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات بما في ذلك إمكانية قيام النظام بعملية عسكرية شاملة أو محدودة.
أما أحمد عيسی الشيخ، القائد العام لألوية "صقور الشام" المنضوية ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير"، فقال إن فصائل المعارضة تجهز قواتها في إدلب. وقال الشيخ في تدوينة له عبر حسابه في "تلغرام": "لا نقول إدلب في خطر بل نقول إدلب تتخندق وتعد ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل وتتأهب ليوم الفرقان".
اقــرأ أيضاً
وسبق ذلك ضوء أخضر جديد لموسكو لبدء معركة إدلب، إذ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الوضع في إدلب معقّد و"هناك قوات متشددة ينبغي محاربتها". وأضافت في مقابلة تلفزيونية أنها تحدثت مع الرئيسين الروسي والتركي بشأن الوضع هناك، وشددت على ضرورة تفادي وقوع كارثة إنسانية.
من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي الجنرال فرانسوا لوكوانتر، أن قواته مستعدة لضرب مواقع النظام إذا استخدم السلاح الكيميائي أثناء الحملة على محافظة إدلب. وتوقّع لوكوانتر، في تصريح أدلى به أمس أمام مجموعة من الصحافيين، "نهاية خلافة داعش قبل نهاية العام، على الأرجح قبل نهاية فصل الخريف".
في السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري فرنسي قوله إن هناك مؤشرات على أن روسيا وحلفاءها يريدون الانتهاء من هجوم إدلب بحلول نهاية هذا العام. وأضاف أن باريس تعتقد أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بشمال شرق البلاد لأن واشنطن تريد تقليص النفوذ الإيراني في سورية.
وجاء ذلك مع تصعيد قوات النظام والطيران الروسي، من عمليات القصف لمجمل المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في الشمال السوري، خصوصاً ريف حماة الشمالي الذي تم استهدافه بعدة غارات من الطيران الحربي. وقالت مصادر محلية إن الطائرات الحربية الروسية قصفت بلدة كفرزيتا ومحيطها ومنطقة وادي العنز وأطراف ريف إدلب الجنوبي. كما خرج مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة في إدلب عن الخدمة نتيجة تعرضه لقصف مباشر من طائرات النظام. فيما قُتل مدني وأصيب آخرون جراء استهداف قوات النظام المتمركزة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بالقذائف الصاروخية بلدة التح جنوبي المحافظة. كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في منطقة "شم هوا" بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ محيط بلدة جرجناز من الجهة الجنوبية بريف إدلب الجنوبي، وبلدة خربة الناقوس في سهل الغاب، وقرية المشيك في ريف حماة الغربي، إضافة إلى جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وطاول القصف أيضاً قرى وبلدات بريف معرة النعمان الشرقي، ضمن القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
من جهتها، ردت فصائل المعارضة وقصفت بصواريخ "غراد" مواقع قوات النظام في قرية البحصة بريف حماة الغربي، موقعة خسائر في صفوفها. كما استهدف قصف المعارضة مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في سهل الغاب ومحيط منطقة جورين، ما تسبب بأضرار مادية.
وأعلنت فصائل المعارضة أنها أحبطت محاولة تسلل لقوات النظام عند تلة الحدادة في ريف اللاذقية. وقال بيان لحركة "أحرار الشام" إنها وفصائل أخرى تصدت لمجموعات من قوات النظام حاولت التسلل للسيطرة على نقاط تمركزها عند تلة الحدادة شمالي اللاذقية، المحاذية لمنطقة جسر الشغور في إدلب. وقال ناشطون إن محاولة تسلل عناصر النظام ترافقت مع عملية قصف مدفعي وصاروخي مكثّف لمدة ساعة، تلتها اشتباكات مع الفصائل قرابة ساعتين أدت لقتلى وجرحى في صفوف قوات النظام التي انسحبت في وقت لاحق وبدأت قصف القرى والبلدات المحيطة. وتُعتبر تلة الحدادة الواقعة تحت سيطرة "أحرار الشام"، من المواقع الاستراتيجية كونها تطل بشكل مباشر على طريق اللاذقية-حلب الدولي، وتحاول قوات النظام السيطرة عليها لقطع الطريق.
يأتي ذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى منطقتي جبل التركمان وسلمى شمالي اللاذقية، في ظل قصف مكثف قبل يومين على منطقة جسر الشغور القريبة وحديث مسؤولي النظام عن معركة مرتقبة في محافظة إدلب.
في غضون ذلك، شهدت بلدتا التح والتمانعة شرقي محافظة إدلب، حركة نزوح جماعي للأهالي أمس الخميس، وسط التصعيد والقصف من قوات النظام على البلدة ومحيطها. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن آلاف المدنيين نزحوا من بلدة التح إلى القرى والبلدات المجاورة، في ظل القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على البلدة، واتجهوا إلى محيط نقاط المراقبة للجيش التركي القريبة من التح جنوبي إدلب وشمالي حماة القريب. وسبق أن نزحت مئات العائلات من منطقة جسر الشغور غربي إدلب، بعد عشرات الغارات من الطائرات الحربية الروسية الثلاثاء الماضي، أدت إلى مقتل 14 مدنياً وجرح 31 آخرين.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مئات العائلات نزحت من مناطق التماس مع مناطق سيطرة قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب إلى ريف حلب الغربي وإلى مدينة عفرين وريفها الخاضعة لسيطرة فصائل "غصن الزيتون"، إضافة إلى رصد حركة نزوح أخرى من مدينة معرة النعمان وريفها نحو المخيمات عند الشريط الحدودي مع تركيا.
هذه المعطيات تطرح تساؤلات عما يمكن التوصل إليه في قمة طهران اليوم، مع الضغوط الروسية التي سبقتها، فيما كان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، يقول أمس إنه يأمل أن يتوصل رؤساء روسيا وتركيا وإيران لاتفاق نهائي بشأن منطقة إدلب خلال القمة. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قال إن بلاده أبلغت الجانب الروسي بأن الهجمات الأخيرة على محافظة إدلب خاطئة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس في أنقرة، أنه منذ ظهور احتمالية الهجوم على المحافظة، تركيا بذلت جهوداً مكثفة من أجل منع النظام من خرق وقف إطلاق النار في إدلب ومن شن هجوم عليها. وأكد أن بلاده تتواصل مع الجانبين الروسي والإيراني على مستوى وزارتي الدفاع والخارجية وأجهزة الاستخبارات، مشيراً إلى وجود توافق بين الأطراف الثلاثة على ضرورة خروج المجموعات المتطرفة من إدلب. واعتبر أن النظام أحضر "المجموعات الإرهابية" من مناطق سورية المختلفة إلى إدلب لكي يهاجمها في النهاية بحجة محاربة الإرهاب.
وتعليقاً على ذلك، رأى السياسي السوري المعارض ميشال كيلو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تركيا بشكل عام هي أهم بكثير من إدلب بالنسبة للروس، ولا يمكن لموسكو التضحية بعلاقاتها مع أنقرة من أجل تنفيذ أجندة النظام في إدلب. وأضاف كيلو أن تركيا بتصنيفها "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية حسمت أمرها بشأن كيفية حل المشكلة والتعامل معها، ما يرجح تبنّي الخيار العسكري بشكل مشترك بين روسيا وتركيا للتعامل معها، مع محاولة تجنّب استهداف المدنيين. وأشار إلى أن روسيا تعمل حالياً على ملفات عدة مثل عملية إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، وكلها أمور مكلفة وتحتاج إلى تمويل وتعاون دولي، ما يجعلها حريصة بالتالي على عدم إغضاب المجتمع الدولي من خلال التورط بعمليات استهداف واسعة للمدنيين. وتوقع كيلو أن يتم الاعتماد على "الجبهة الوطنية للتحرير" كقوات على الأرض في التعامل مع "جبهة النصرة".
أما أحمد عيسی الشيخ، القائد العام لألوية "صقور الشام" المنضوية ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير"، فقال إن فصائل المعارضة تجهز قواتها في إدلب. وقال الشيخ في تدوينة له عبر حسابه في "تلغرام": "لا نقول إدلب في خطر بل نقول إدلب تتخندق وتعد ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل وتتأهب ليوم الفرقان".