وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، في حديث مع "العربي الجديد"، إن حفتر بدأ فعلياً في خطوات عملية على الأرض بهدف إنهاء سيطرة حكومة الوفاق على العاصمة طرابلس، وهي الخطوة التي ترى فيها القاهرة الحليف الأبرز لحفتر أنها ستتسبب في غضب دولي، قد يصل إلى حد فرض عقوبات.
وكشفت المصادر أن الموقف المصري السلبي من توجهات حفتر الرامية لاقتحام العاصمة عسكرياً جعله يحسم الأمر مع الحليف الآخر المتمثل في دولة الإمارات، والتي منحته ضوءاً أخضر، وهو ما تسبب في خلاف بين أبوظبي والقاهرة.
وبحسب المصادر فإنه "ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها خلاف بين الحليفين المصري والإماراتي بشأن الملف الليبي، والذي كان يتمتع بتناغم وتنسيق عالٍ بين الطرفين".
من جهته، قال مصدر ليبي مقرّب من معسكر حفتر في شرق البلاد إن "حفتر مقتنع تماماً بعدم جدوى أي اتفاقات سياسية مع حكومة الوفاق، لكون المكوّن الأساسي لها وداعميها من الجماعات التي لا يمكن التعاون معها سياسياً" من وجهة نظره. وأضاف: "حفتر قال لمسؤولين مصريين كيف أقاتلهم في بنغازي ودرنة وأتفاهم معهم في الغرب وأضع يدي في أيديهم الملوثة بدماء قواتي".
وحول السبب وراء تأخير اقتحام العاصمة عسكرياً طالما أن هذه وجهة نظر حفتر بشأن حكومة الوفاق، قال المصدر إن "الأمر يرجع للاستعدادات، وكذلك محاولة إقناع القاهرة بتلك الخطوة، إذ تتمسك برفضها أو على أقل تقدير تدعو لتحيُّن وقت آخر في ظل تمتع حكومة السراج بدعم دولي واسع".
ولفت المصدر إلى أن مسؤولين مصريين معنيين في الملف الليبي أبلغوا قوات حفتر بأن اللاعبَين الأساسيَين كلَيهما، سواء إيطاليا أو فرنسا، متمسكان بدور حكومة الوفاق، وهو ما بدا واضحاً خلال كافة اللقاءات التي جمعت مسؤولين مصريين بنظرائهم الفرنسيين والإيطاليين.
وزاد المصدر: "بحسب وجهة النظر المصرية، فإن أوروبا لن تقبل بأي اضطراب واسع من شأنه أن يزيد عمليات الهجرة غير الشرعية عبْر ليبيا، وهو ما سيدفع القوى الغربية إلى التوجه مباشرة إلى ليبيا لمنع أي عملية عسكرية صريحة بين الجيش (قوات حفتر) والقوات الموالية للسراج".
يذكر أنه في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصل حفتر إلى روما وعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي. وأفادت وسائل إعلام إيطالية واسعة الانتشار يومها بأن حفتر، عقد أيضاً خلال زيارته اجتماعاً سرياً مع السفير الأميركي لدى تونس، دانيال روبنستين، والذي يعد المسؤول عن الملف الليبي في الإدارة الأميركية.
وتتزامن هذه التطورات مع سعي عواصم أوروبية وعربية إلى عقد لقاء مباشر بين كل من حفتر والسراج للتوصل إلى حل للأزمة في ليبيا، وكان آخر تلك المحاولات التي قام بها رئيس الوزراء الإيطالي الذي استضافت بلاده مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فيما تعلن باريس من وقت إلى آخر مساعيها لعقد لقاء بين الرجلين.