وذكرت الصحيفة التركية أنه "قبل عام كامل تقريباً وبالتحديد في فبراير/شباط الماضي، عقدت في واشنطن قمة، لبحث مصير أكراد سورية، بتنظيم من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي كان رئيساً للاستخبارات، وجرى التركيز على شرق الفرات ومستقبل الأكراد في المنطقة".
وبحسب الصحيفة، فقد جرى خلال الاجتماع "مناقشة خطة وضعها البروفسور الروسي فيتالي نعومكن الذي كان قد التقى سابقاً قيادات كردية من إقليم كردستان العراق، منها، مصطفى البارزانى، فضلاً عن أنه معروف باهتمامه القريب بما يعرف بالمسألة الكردية".
ولفتت الصحيفة إلى أن "خطة نعومكن، المسؤول أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سياسات الشرق الأوسط، جاءت على خلفية فشل خطة أميركية تعود للعام 1992، والتي كانت تتحدث عن خارطة لدولة كردية في هذه المنطقة، ولكن المقاومة التركية لها مزقت هذه الخريطة، خاصة في العمليات العسكرية الأخيرة في سورية"، مضيفة أيضاً أن "الخارطة الأميركية كانت تتصور توحيد المناطق الجنوبية المتاخمة للحدود في سورية مع مناطق شمال العراق، وتشكيل دولة واحدة، إلا أنه جرى إفشالها".
ووفقاً للصحيفة، فإن نتيجة هذه التطورات، تطلب من الجانب الأميركي إعداد خطة جديدة للمنطقة، وهذا ما كان في النموذج الذي قدمه نعومكن للجانب الأميركي، والذي يشبه نموذج شمال العراق، مشيرةً إلى أن "الاتفاق الأميركي الروسي حول هذه المنطقة، وضع في الاعتبار أهمية عدم إلحاق أي ضرر، بما يهدد الأمن القومي التركي".
وعن تفاصيل هذا الاتفاق، كشفت الصحيفة أن "خطة نعومكن تقضي بإنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد تبعد عن الحدود التركية بعمق 30 كيلومترا، وسيرفع على حدود هذه المنطقة أعلام سورية، دون وجود للجيش، والمقاتلين الأكراد في هذه المنطقة".
وبحسب بنود الخطة الجديدة، فإن "المقاتلين الأكراد سيكون دورهم مستقبلاً هو دور الشرطة الداخلية، وسترفع الأعلام السورية على الدوائر الحكومية، وسيتم الحفاظ على الوحدة السورية، ولن تدخل قوات الجيش إلى داخل هذه المنطقة، وستبقى على حدودها".
وأكدت الصحيفة أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب تناقشا حول هذه الخطة هاتفياً لمدة ساعة ونصف، وجرى الاتفاق على مبدأ عام، وهو عدم وجود أي عناصر لا ترغب فيها أنقرة، أو تشكل مصدر تهديد لها، من أجل القبول بالخطة".
وختمت الصحيفة مؤكدة أن قرار الانسحاب الأميركي "لم يكن مفاجئاً لروسيا حيث جرى الاتفاق عليه، فيما الآن تتركز الأنظار على التحضيرات التي تجري لعقد قمة ثلاثية تركية أميركية روسية مستقبلاً، لوضع اللمسات الأخيرة لهذا الاتفاق وإعلانه، وبالفعل بدأت التحضيرات لها منذ فترة".