رفض المرشح الرئاسي في الجزائر، الجنرال المتقاعد علي لغديري، وصفه بمرشح مجموعة "الاستخبارات القديمة"، كاشفاً عن تعرّض عائلته لمضايقات من قبل السلطة، بسبب مواقفه السابقة، ودفاعه عن الجنرال حسين بن حديد عند اعتقاله، وكذا رفضه للولاية الرئاسية الخامسة، وكتاباته التي دعا فيها الجيش إلى التدخل ومنع عبد العزيز بوتفليقة من الترشح للرئاسة مجدداً.
وقال لغديري، في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ إعلانه الترشح للرئاسة، إنه غادر الجيش في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، معلناً منذ ذلك الوقت "عن مواقف متعددة ضد السلطة".
وأضاف "كتبتُ عن اعتقال الجنرال بن حديد، وبسبب ذلك تدفع عائلتي وإخوتي وأبنائي الثمن اليوم"، في إشارة إلى "مضايقات" يتعرضون لها، لم يكشف عن طبيعتها.
وأعلن الجنرال السابق في الجيش (64 عاماً) تحدّيه للسلطة الحالية التي يديرها بوتفليقة. وقال "أنا لست خائفاً من نظام بوتفليقة، وحتى خلال خدمتي في الجيش عام 2014، كنت ضد ترشح بوتفليقة لولاية رابعة". رافضاً في هذا السياق الاستجابة لتحذيرات وزارة الدفاع وقائد أركان الجيش، من مغبّة تجاوز واجب التحفظ، وتهديدات بملاحقته قضائياً بموجب قانون أغسطس/آب 2016، الذي يرفض على العسكريين المتقاعدين واجب التحفظ.
وأكد لغديري أنه خرج من الجيش في نوفمبر 2015، مضيفاً "أنا الآن إنسان مدني، يكفل لي الدستور حقوقي، ولن يخيفني لا عسكر ولا أي شيء".
وأعرب لغديري، خلال المؤتمر الذي حضرته شخصيات سياسية وحقوقية وعسكرية سابقة عدة تتبنى دعمه، عن إيمانه بإمكانية فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بغض النظر عمن ترشحه السلطة، سواء بوتفليقة أو غيره، مؤكداً أنه لن ينسحب من الانتخابات "في كل الحالات".
وقال "أنا ذاهب إلى الانتخابات، سواء ترشح بوتفليقة أو لم يترشح، أنا ذاهب إلى الانتخابات بهدف الفوز، سواء كان بوتفليقة مشاركا فيها أو غيره".
ورداً على سؤال حول القوى السياسية والمجموعات التي تدعمه من داخل وخارج النظام، حيث يقدم نفسه على أنه مرشح ما يُعرف بمجموعة الاستخبارات القديمة التي يقودها القائد السابق للاستخبارات، محمد مدين، الذي أقيل من منصبه في سبتمبر/أيلول 2015، ولوبيات مالية مرتبطة بها، قال لغديري "لا تنتظروا مني أن أقول لكم إنني لا أعرف الجنرال محمد مدين، أنا على اتصال به وبالجميع، وأتحدث إلى الجميع، معارضة وموالاة، عسكريين ومدنيين، لكن لا علاقة لترشحي به، ويمكنني أن أكشف لكم أن الجنرال محمد مدين عرف بترشحي من الصحافة".
وقلل اللواء لغديري من مخاوف أطراف عدة بشأن اعتلاء عسكري سدة الحكم في الجزائر، بسبب العلاقة المتنافرة بين الممارسة الديمقراطية والعقيدة العسكرية، معتبراً أنه "في الجيش، هناك عسكريون يعرفون إعطاء الأوامر فقط، ولكن هناك كثير من العسكريين يعرفون النقاش ويتمتعون بحسن الخطاب".
واعتبر لغديري أن "الفساد أصبح يمثل خطراً على الأمن القومي الوطني، والدولة آيلة إلى الاضمحلال في حال ما لم تضع حداً لذلك"، مشيراً إلى أنه في حال فوزه بالرئاسة، فإنه ليس في نيته الانتقام من أركان ومجموعات النظام الحالي. وقال في هذا الصدد: "ذلك ليس همي، أولوياتي في حال فوزي تنظيم الدولة وحلّ المشاكل العالقة".
وحول وصفه بـ"بوتين الجزائر"، باعتبار أنه خريج المدرسة العسكرية الروسية في بيترسبورغ، قال غديري "أتقاسم مع بوتين فقط المدرسة العسكرية التي درس فيها في بيترسبورغ".