العراق: تجدد الاحتجاجات في البصرة... والمحافظ يتمسك بمنصبه

تجدّدت، صباح اليوم الخميس، التظاهرات في محافظة البصرة الغنية بالنفط (جنوب العراق)، فيما قوبل تمسك محافظ البصرة أسعد العيداني بمنصبه، وحديثه عن قرب تخليه عن مقعده بالبرلمان، بانتقادات من قبل ناشطين بالاحتجاجات.

وقال مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، إن "تظاهرة ضمت العشرات انطلقت صباح اليوم في منطقة السايلو، وسط مدينة البصرة (مركز المحافظة)"، مبيناً أنّ "المحتجين نددوا بسياسات المحافظ والحكومة المحلية التي تخلت عن وعودها السابقة بشأن حل مشكلة الموظفين والعمال المتعاقدين مع مؤسسات الدولة العراقية".

وأشار إلى أن "التظاهرة كانت سلمية، ورددت شعارات مطالبة بالحقوق"، مبيناً "قيام قوة من الشرطة بفرض طوق أمني حول المحتجين".

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام محلية أن "المتظاهرين في منطقة السايلو بالبصرة خرجوا احتجاجاً على قيام السلطات المحلية هناك بالاستغناء عن خدماتهم في المطاحن الأهلية، مهددين بتنظيم اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وإعادتهم إلى وظائفهم".

من جهته، قال حسن لفتة، وهو أحد ناشطي الاحتجاجات المشاركين بالتظاهرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع في البصرة باق كما هو عليه، على الرغم من ستة أشهر من الاحتجاج"، مشيراً إلى "وجود تجاهل مقصود للمطالب من قبل المحافظ والحكومة المحلية".

وأضاف أن "مسؤولي المحافظة منشغلون بالحفاظ على مناصبهم ومكاسبهم"، منتقداً في الوقت نفسه "تمسك محافظ البصرة (أسعد العيداني) بمنصبه كمحافظ، وتخليه عن مقعده في البرلمان، الأمر الذي يعكس حدة الصراع السياسي في البصرة"، على حد قوله.

وقال محافظ البصرة أسعد العيداني، الثلاثاء الماضي، إنّه باقٍ بمنصبه محافظاً للبصرة، مضيفاً أنه "سيذهب إلى مجلس النواب للتنازل عن مقعده في البرلمان".

إلا أن عضو مجلس محافظة البصرة غانم حميد، قال إن "محافظ البصرة لم يحسم موقفه إلى الآن بشأن ذهابه للبرلمان من عدمه"، موضحاً أن "العيداني بانتظار التوصل إلى توافق سياسي قبل الذهاب إلى مجلس النواب للتنازل عن مقعده هناك".

وتابع، في تصريح صحافي، أنه التقى العيداني الذي أبلغه بأنه لم يحسم موقفه بشأن بقائه في منصب المحافظ، موضحاً أن "محافظ البصرة بانتظار تبلور موقف سياسي بالمحافظة قبل تقديم الاستقالة من مجلس النواب".

وتشهد محافظة البصرة منذ أشهر توتراً على خلفية انطلاق موجة احتجاجات بالمحافظة مطلع يوليو/تموز من العام الماضي، انتشرت إلى محافظات أخرى، قبل أن تتوقف في سبتمبر/أيلول بسبب استخدام القوة من قبل قوات الأمن، إلا أن التظاهرات تجددت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب عدم إيفاء المسؤولين بوعودهم، بحسب قيادات بالاحتجاجات.