وقالت مصادر من "الجيش الوطني السوري" إن أربعة من عناصره قتلوا اليوم خلال المواجهات مع مليشيا "وحدات حماية الشعب" في محيط مدينة تل أبيض.
كذلك ذكرت وزارة الدفاع التركية أن جندياً قتل الخميس، وآخر قتل الجمعة، في إطار الهجوم العسكري التركي، فيما قتل جنديان وأصيب ثلاثة الجمعة بقصف كردي لقاعدة عسكرية تركية قرب مدينة إعزاز في شمال غرب سورية.
في المقابل، قالت مصادر مقربة من مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تقودها الوحدات الكردية، إن خمسة وعشرين عنصراً على الأقل من الأخيرة قتلوا خلال المعارك.
وأضافت المصادر أن قتلى المليشيا نُقلوا إلى مستشفى بلدة عين عيسى، الواقعة على الطريق الواصل بين تل أبيض ومدينة الرقة، مشيرة إلى وصول قرابة أربعين جريحاً من عناصر المليشيا إلى المستشفى ذاتها.
وأضافت المصادر أن قوات "الجيش الوطني السوري"، مدعومة بالجيش التركي، تقدمت في محاور قرى الديمو وتل ذبان في محيط تل أبيض، كذلك تقدمت على محور صوامع الحبوب في محيط مدينة رأس العين، وقرية تل حلف في محور المدينة، وذلك ضمن العملية العسكرية التي تشنّها على مليشيا "وحدات حماية الشعب" ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية".
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت صباح اليوم في بيان، تحييد 49 من عناصر مليشيا "وحدات حماية الشعب" خلال عمليات الليلة الماضية.
وأضافت وزارة الدفاع التركية أن عدد "الإرهابيين" الذين حُيِّدوا منذ بداية العملية التركية بلغ 277 عنصراً.
تفاصيل اليوم الأول
في غضون ذلك، قال "الجيش الوطني السوري" إنهم سيطروا على اثنتي عشرة قرية في شرقيّ الفرات خلال اليوم الأول.
وذكر المتحدث باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، لـ"العربي الجديد"، أنه "مع مرور اليوم الأول للعملية العسكرية، بسطت قواتنا في الجيش الوطني، بالاشتراك مع حلفائنا في الجيش التركي، سيطرتها على 12 قرية وأحرزت تقدماً كبيراً في عدة محاور".
وأشار المتحدث إلى أن "قوات الجيش الوطني تقدمت في المحور الغربي والمحور الشرقي لمدينة تل أبيض بريف الرقة، والمحور الغربي لمدينة رأس العين في ريف الحسكة".
وبيّن أن "قوات الجيش الوطني سيطرت على قرى كشتو تحتاني وكشتو في محور رأس العين، وعلى قرى اليابسة، تل فندر، مشرفة الحاوي، اقصاص، بير عاشق، حميدة، مشرفة الحاوي، مزرعة المسيحي، مزرعة الحاج علي، برزان في محور تل أبيض".
وأضاف الرائد يوسف حمود أن "الجيش الوطني قطع الطريق الواصل بين رأس العين والدرباسية، وسيطر على مجموعة من الأسلحة والذخائر بعد إيقاع خسائر بشرية في صفوف مليشيات (قوات سورية الديمقراطية) و(وحدات حماية الشعب) الكردية".
وذكر المتحدث أن "الجيش الوطني" يسعى بالتعاون مع الجيش التركي إلى أن يكون حسم المعركة في أقصر وقت، من أجل إعادة المنطقة إلى "حياتها الطبيعية وتخليص الأهالي من الإرهابيين"، حسب تعبيره.
وبدأت العملية بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي، بشنّ غارات جوية من الجيش التركي وضربات مدفعية على مواقع المليشيات في منطقتي تل أبيض ورأس العين.
إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، الجمعة، إن الحلفاء سيواصلون دعم تركيا، "التي تقف في الخط الأمامي لنضال مهم للحلف"، لكنه أكد أنه يتوقع من أنقرة "ضبط النفس في سورية".
وأكد ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في إسطنبول، أنه "لا توجد دولة من دول حلف شماليّ الأطلسي تعرضت لما تعرضت له تركيا من الهجمات الإرهابية القادمة من الشرق الأوسط".
وأشار إلى أنه بحث مع الوزير التركي العملية العسكرية المستمرة شمال سورية.
وشدّد ستولتنبرغ على أن تركيا "دولة مهمة في مكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى مساهمة أنقرة في مكافحة تنظيم "داعش".
من جانبه، شدد وزير الخارجية التركي على أن تركيا "ناضلت وستواصل النضال ضد جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وأنها تتطلع إلى دعم قوي من حلفائها".
وقال جاووش أوغلو إن العملية التركية شرقي الفرات، "تهدف إلى إنهاء خطر الإرهاب قرب حدودنا التي تشكل حدود الناتو الجنوبية الشرقية، وهي مهمة للغاية في هذا الصدد بالنسبة إلى أمن دول الحلف".
وأكّد الوزير التركي أنه "لا يكفي إبداء تفهم مخاوف تركيا، بل نريد تضامناً واضحاً معنا". وأضاف: "تضامن حلفائنا معنا أمر طبيعي وقانوني، وذلك في إطار مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة".
وتابع: "أطلعنا الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي على معلومات عن العملية، وأكدنا مرة أخرى تطلعنا إلى تضامن قوي مع بلادنا من قبل حلفنا وحلفائنا".