ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن مصدر إعلامي باكستاني، أن خان سيجري زيارة هي الثانية له لطهران.
والخميس، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إنّ "من المحتمل أن يزور خان السعودية وإيران، الشهر الجاري، في إطار المحاولات لتخفيف حدة التوتر بين البلدين"، دون أن تحدد موعد الزيارتين.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت في هذا السياق قبل أسبوع، أن اضطرار وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى الخيار الدبلوماسي لوضع حد للصراع مع طهران، يرمز إلى الفشل الذي انتهت إليه السياسات التي اعتمدها منذ توليه منصبه الرفيع.
وذكرت الصحيفة في مقال نشره موقعها، وأعده معلّق الشؤون العربية تسفي بارئيل، أن الخيار الدبلوماسي بات الخيار الوحيد المتاح أمام السعودية لمواجهة التحديات التي تمثلها إيران، مشدّدة على أن بن سلمان أدرك أن ضعف بلاده وعدم مقدرتها على مواجهة طهران عسكرياً يقلصان من هامش المناورة أمامها.
وأضافت "هارتس" أن مسؤولاً في ديوان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أكد أن الزيارة الأخيرة له للرياض جاءت في إطار محاولة التوسط بين السعودية وإيران.
وحسب الصحيفة، فإن حماسة السعودية للحلول الدبلوماسية تأتي في أعقاب شعورها بالعزلة في أعقاب تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بعد لقائه الأخير ببن سلمان، أن أي قرار بالردّ عسكرياً على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية سيكون قراراً سعودياً وليس أميركياً، إذ إنّ دور واشنطن سينحصر في تقديم المساعدات، لا القتال نيابة عن السعوديين.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرص على إحراج بن سلمان مجدداً، عندما شدّد على أنّ السعودية ستكون مطالبة بدفع مقابل مالي، إذا قدّمت واشنطن مساعدات لها في أي تحرك ضدّ إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن العجز عن مواجهة إيران ينضم إلى الإخفاق في مواجهة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وفشل حصار قطر والفضيحة التي انطوى عليها التعامل السعودي مع الشأن اللبناني، عندما حاول بن سلمان إجبار رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري على الاستقالة.
ورأت الصحيفة أن حادثة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي حولت السعودية تحت قيادة بن سلمان إلى "دولة مارقة" في نظر الدول الأوروبية، لافتة إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية في شرق السعودية مثلت القشة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت بن سلمان في أعقابها "زعيماً فاشلاً غير قادر على الدفاع عن المصالح الحيوية لبلاده".
وشددت على أن بن سلمان بات مضطراً إلى إحداث تحول في سياساته تجاه إيران كي لا تظهر السعودية في عهده خارج دائرة التأثير بالأحداث في المنطقة.