هدّد مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، مرتضي قرباني، إسرائيل بأنها في حال "ارتكبت أصغر خطأ تجاه إيران سنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقاً من لبنان نفسه، من دون الحاجة إلى إطلاق الصواريخ من إيران".
وقال قرباني، لوكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إنّ بلاده في مواجهة مستمرة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل منذ أربعين عاماً بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، مشيراً إلى أن هذه الأطراف "تطمح في إيران والمساس بممتلكاتها وقدراتها".
وتعليقاً على تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ"قصف إيران" لمنعها من الحصول على "الأسلحة النووية"، قال القيادي في "الحرس الثوري الإيراني"، "أولاً نحن لا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية وأعلنّا ذلك مراراً، وإسرائيل هي أصغر من أن تستطيع القيام بهذه الحماقات".
وأضاف قرباني أن "الكيان الصهيوني، في حال ارتكب أصغر خطأ تجاه إيران، فسنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقاً من لبنان نفسه، ولا يحتاج الأمر لإطلاق الصواريخ والمعدات من إيران".
وأكد أن أيادي القوات المسلحة الإيرانية على الزناد وهي تنتظر أوامر المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، "وفي حال صدورها ستنطلق صواريخنا والصهاينة جميعاً سيرفعون أياديهم مستسلمين"، لافتا إلى أن هذه القوات "لن تخشى من جراثيم الفساد".
واعتبر أن "الأحداث في إيران ولبنان والعراق ستستهدف ضرب اتحاد جبهة المقاومة منها الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، في إشارة إلى الاحتجاجات في هذه الدول، مهدداً "أعداء" بلاده بأنه في حال "ارتكابهم أصغر حماقة" في مياه الخليج "يعرفون ما هو ردنا".
واعتبر أن إرسال واشنطن السفن والبوارج البحرية العسكرية إلى الخليج "استعراضي"، داعياً إياها إلى وضع هذه "المسرحيات" جانباً، ومهدداً في الوقت ذاته بأن المدمرات الأميركية في حال "ارتكابها أدنى حماقة سيتم إغراقهما بصاروخين أو سلاحين جديدين سريين للغاية".
إلى ذلك، وبعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية على إيران في الأيام الأخيرة، ردت الخارجية الإيرانية، أمس الاثنين، معتبرة أن هذه التهديدات "مؤشر ضعف وعجز"، مع تأكيدها على أن الرد الإيراني على أي هجوم سيكون "حازماً وقوياً".
وجاء هذا الرد في بيان قصير، أصدره المتحدث باسم الخارجية، عباس موسوي، قائلاً إن "تهديدات الكيان الصهيوني المحتل دليل على الضعف والعجز"، مشيرا إلى أنها "تهدف إلى "التستر على الأزمات والمشاكل الداخلية التي يعاني منها قادة الاحتلال".
وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده "لن تتأخر للحظة في الدفاع عن وجودها وأمنها"، مهدداً بأنها "سترد بقوة صارمة تبعث على الندم على أي اعتداء أو تصرف أحمق".
يشار إلى أن إسرائيل صعّدت أخيراً تهديداتها ضد إيران، بشكل لافت، وفي الوقت نفسه، كثفت تحركاتها الدبلوماسية الرامية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على طهران، حيث بعدما حلّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ضيفاً على البرتغال، الأربعاء الماضي، طار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سريعاً إلى لشبونة للقاء معه، عازياً السبب إلى الحديث بشأن إيران مع الوزير الأميركي، بغية تكثيف الضغوط عليها.
وفي السياق، صعّد وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينت، من تهديدات إسرائيل ضد إيران، مهدداً بتحويل سورية إلى "فيتنام ثانية" للقوات الإيرانية، إذا اختارت البقاء هناك.
وقال بينت في مؤتمر لصيحفة "مكور ريشون"، إنّ إسرائيل قادرة على إخراج القوات الإيرانية من سورية ومنعها من تحقيق أهدافها على حدود إسرائيل.
وبينت الذي يتبنى، منذ تعينه وزيراً للأمن قبل ثلاثة أسابيع، موقفاً يدعو للانتقال من صد التموضع الإيراني إلى الهجوم مباشرة على القوات الإيرانية، حذّر من استنساخ إيران لتجربتها اللبنانية في سورية، مضيفاً: "نقول لإيران إن سورية ستتحول إلى فيتنامكم، ستغرقون في دمائكم وستنزفون، وسنواصل جهودنا حتى تُخرجوا قواتكم الهجومية من سورية".