ندوة مشتركة لمنتدى التفكير والمجموعة العربية بحزب العمال البريطاني: الصوت العربي مهم

11 ديسمبر 2019
الندوة أكدت على أهمية مشاركة العرب في الانتخابات(العربي الجديد)
+ الخط -

بالشراكة بين منتدى التفكير العربي في لندن والمجموعة العربية في حزب العمال البريطاني، ناقشت ندوة متخصصة، عقدت أمس الإثنين، أهمية الصوت العربي في بريطانيا، وانعكاسات انتخابات 12 ديسمبر/كانون الأول على عرب بريطانيا.

وتدارس ناشطون ومثقفون وصحافيون عرب مع ممثلي المجموعة العربية في حزب العمال أهمية الانتخابات المقبلة في تحديد مصير بريطانيا لعقود، وانعكاساتها على عرب بريطانيا، كما أكدت الندوة على ضرورة المشاركة العربية بكثافة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتصويت لمن يرون أنه الأقرب والأنسب لقضاياهم، محذرين من حالة السلبية والانكفاء.

وقال الدكتور مازن المصري، أستاذ القانون بجامعة لندن سيتي وعضو المجموعة العربية لحزب العمال، إن الصوت العربي مهم بالنظر للوجود العربي الكبير في بريطانيا، إذ تشير احصائيات عام 2011 إلى وجود 350 ألف عربي، إلا أن التقديرات الحديثة تقول أن عددهم يصل إلى أكثر من نصف مليون عربي.

وأوضح المصري أن العرب لديهم همومهم المحلية كمواطنين بريطانيين وهموم دولية تتعلق بالسياسة الخارجية لبريطانيا إزاء بلدانهم الأصلية، لافتا إلى التأثير في الديمقراطيات الليبرالية مثل بريطانيا يكون عبر وجود "ممأسس" من شأنه لعب دور في رسم السياسيات، وهذا يتأتى عن طريق الإعلام أو التبرعات المالية أو غيرهما، وأن واحدا من الطرق لإحداث ذلك التأثير كان تأسيس المجموعة العربية في حزب العمال.

الأكاديمي المصري بيّن في سياق شرحه لبرنامج حزب العمال أن أجندة الحزب ومبادئه هي الأقرب للأقليات والمهاجرين في بريطانيا، إذ تعكس ما نطلبه كجاليات عربية، وهي مبادئ تتمثل في المساواة وحقوق الإنسان ومناهضة العنصرية، معبرا عن اعتقاده بأن حزب العمال يختلف عن غيره ووجود الصوت العربي فيه مهم جدا.

تصاعد العنصرية بعد "بريكست"

وشدد المصري على أن هذه الانتخابات من أكثر الانتخابات مصيرية لأنها مرتبطة بالبريكست، والذي سيكون له تداعيات كبيرة حسب رأيه، حيث "أن حملة البريكست من بدايتها هي حملة يمينية متطرفة مناهضة للمهاجرين والأقليات وهناك مخاوف كبيره من تزايد العنصرية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

من جهته، قال محمد أمين رئيس منتدى التفكير العربي، بأن هذه الندوة التي تنعقد بالشراكة بين منتدى التفكير العربي والمجموعة العربية في حزب العمال تهدف لمد جسور التواصل بين العرب وممثليهم في الأحزاب البريطانية من جهة، كذلك تهدف للتوعية والتأكيد على أهمية الصوت العربي وضرورة المشاركة العربية في الانتخابات، كما أن المنتدى يوفر منصة للجالية العربية للتحاور والتشاور بخصوص القضايا التي تؤثر عليهم كبريطانيين عرب، داعيا العرب للمشاركة بكثافة في الانتخابات، مرجعا تردد بعضهم في الإقبال على التصويت إلى تشويه وتزوير الانتخابات في كثير من البلدان العربية التي أتوا منها، فضلا عن أن كثيرا من العرب البريطانيين وصلوا لبريطانيا كلاجئين سياسيين فروا من قمع الأنظمة هناك، أو فروا من ويلات الحروب، وبالتالي فهم يعتقدون أن البعد عن السياسية يحقق لهم الراحة والهدوء، فيما الحقيقة أن الانكفاء يجعلهم رقما غير مؤثر، ويجعل من السهل إقرار قوانين تضر بمصالحهم ومستقبل أبنائهم.

وأوضح أمين أن نتائج هذه الانتخابات بالغة الأهمية على العرب، وذات ثلاثة أبعاد خطيرة على مستقبلهم في المملكة المتحدة كمواطنين، وعلى بلدانهم الأصلية، و كذلك على مستقبل أبنائهم من الجيل الثالث والرابع.

لا أريد أن أكون رقما

من جهتها، بدأت منى آدم، مرشحة حزب العمال عن مجلس كينغستون وتشيلسي، كلمتها بالإشارة إلى أنها وبعد الانضمام للمجموعة العربية اكتشف أنها سودانية بريطانية أفريقية، وقالت آدم أنها تملك بهذا الانتماء ميزة يحتاجها أي حزب بريطاني، وقالت أنها تسعى وتعمل كي لا تكون كعربية مجرد رقم في المجتمع البريطاني والحياة السياسية، بل تريد أن تكون عربية بريطانية فاعلة في الحياة السياسية ولذلك قاتلت داخل حزب العمال من أجل أن يرشحها على قوائمه.

وقالت آدم أن المجموعة العربية دعمتها وشكلت لها هوية عربية بريطانية داخل الحزب، وأنه ولأول مرة وبعد وصول جيرمي كوربن لقيادة الحزب أرسل لها الحزب لتكون مرشحة على قوائمه، داعية العرب في بريطانيا للتوحد من أجل اسماع صوتهم، والتأثير في السياسيات الداخلية والخارجية في بريطانيا، وقالت إن برنامج حزب العمال نشر مؤخرا باللغة العربية في دلالة على التأثير والاهتمام بالناخبين العرب.

وختمت البريطانية من أصول سودانية بالدعوة إلى التوحد وأن تكون للعرب رؤية واحدة، معتبرة أن كل سياسات حزب العمال نحتاجها سواء في المسائل الداخلية التي لها علاقة بالتعليم أو الصحة، كما نحتاج لسياسات خارجية إنسانية تنهي الحروب في منطقتنا.


توقفوا عن لوم الآخرين..

أما فاتن حميد، مرشحة حزب العمال في اسكتلندا عن غلاسكو، فروت للحضور تجربتها في العمل السياسي، خلال 35 عاما أمضتها في بريطانيا، وأن مدينة غلاسكو احتضنتها ووجدت فيها البلد الآمن الذي وفر لها كل شيء.

وقالت حميد أنها أمضت 20 عاما في حزب العمال، وأنها تشعر أن حزب العمال هو حزب الناس، وأنه كذلك كان لديها علاقات مع سياسيين عماليين، وبعد اتصال حزب العمال بها في 2017 في المرة الأولى وافقت على الترشح، وحققت تقدما كبيرا قلص الفارق بينها وبين مرشحتها المنافسة من الحزب الأسكتلندي، وهي فخورة بتلك المنافسة رغم أنها في ذلك الوقت لم تفز.

وقالت حميد أنها تقدم نفسها كعراقية اسكتلندية، واشتكت من عدم إقبال العرب على المساهمة ودعمها، متسائلة عن أسباب ذلك، داعية العائلات العربية لأن تستثمر في الجيل الثاني والثالث لأنهم المستقبل في التأثير في السياسات البريطانية، وقالت إن المشكلة في الجالية العربية التي لا تدعم مرشحين عربا ولا تنخرط بقوة في السياسية، داعية إلى التوقف عن لوم الآخرين وتوجيه اللوم لأنفسنا.

وتنعقد هذه الندوة قبل يومين من انتخابات توصف بالحاسمة، حيث ستحدد نتائجها مستقبل المملكة المتحدة وبقاءها أو مغادرتها للاتحاد الأوروبي، كما تجرى هذه الانتخابات وسط انقسام مجتمعي وسياسي غير مسبوق عقب 3 سنوات من التعثر في الوصول لتوافق داخل الأحزاب السياسية على شكل الخروج من الاتحاد الأوروبي.