تشهد الكويت اليوم السبت انتخابات تكميلية لشغر مقعدين برلمانيين في الدائرتين الثانية والثالثة، وذلك عقب قرار المحكمة الدستورية في البلاد تأكيد قرار إسقاط عضوية النائبين المعارضين جمعان الحربش، المنتمي للحركة الدستورية الإسلامية (حدس) ووليد الطبطبائي، المنتمي للتيار السلفي المستقل.
ويأتي ذلك على خلفية الحكم الصادر بحقهما من قبل محكمة التمييز بالسجن مدة 3 سنوات و6 أشهر، بسبب تورطهما في قضية دخول مجلس الأمة عام 2011 إبان الاحتجاجات الشعبية ضد رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح.
ويأتي التنافس في الانتخابات بين 56 مرشحا ومرشحة في الدائرتين الثانية والثالثة، بعد أن أيدت محكمة التمييز شطب المرشح صالح جيرمن من كشوف المرشحين على خلفية وجود حكم قضائي سابق بحقه بعد قيامه بالتظاهر بدون إذن ومقاومة رجال الأمن.
وقررت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) وهي الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الكويت، والتي ينتمي لها النائب المسقطة عضويته الدكتور جمعان الحربش، المشاركة في الانتخابات للحفاظ على مقعدها في الدائرة الثانية حيث دفعت بالدكتور حمد المطر، وهو عضو في كتلة الأغلبية في المجلس المبطل عام 2012 كمرشح بديل لها.
وتبدو حظوظ المطر قوية جداً بسبب حشد الحركة الدستورية الدعم له، وحصوله على تأييد ما تبقى من المعارضة في الدائرة الثانية، بينما ينافسه فيها النائب السابق في كتلة الأغلبية أيضاً عبد الرحمن العنجري، والذي شن أثناء حملته الانتخابية هجوماً شديداً على الحركة الدستورية متهماً إياها بالخيانة.
وتسرب مقطع فيديو لجلسة نقاشية جمعت العنجري بحمد المطر في أحد الدواوين في الدائرة الثانية أثناء حملات المرشحين الانتخابية، حيث قال العنجري إن الحركة الدستورية قامت بحماية رئيس مجلس الوزراء من الاستجوابات، فيما رد المطر بأن مواقف العنجري تغيرت كثيرًا.
كما ينافس في الدائرة الثانية أستاذ القانون بدر الملا، والمحامي ورجل الأعمال القبلي خالد عايد العنزي، والذي يعتمد بقوة على تواجد قبيلته الكثيف في هذه الدائرة، وهي ذات القبيلة التي ينتمي لها النائب جمعان الحربش، الذي وجه قبيلته للتصويت نحو مرشح الحركة الدستورية حمد المطر.
وفي الدائرة الثالثة فإن مرشح التيار السلفي، والنائب في كتلة الأغلبية في مجلس الأمة المبطل عام 2012 عمار العجمي هو من يبدو الأقرب للفوز، في ظل حصوله على دعم كبير من الإسلاميين والحضر والقبائل.
وعقدت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) صفقة مع التيار السلفي تتضمن قيام السلفيين بدعم مرشح الحركة حمد المطر في الدائرة الثانية مقابل دعم الحركة لمرشح السلفيين عمار العجمي في الدائرة الثالثة، وهو تحالف فريد من نوعه بين التيارين اللذين يتصارعان كثيراً على مقاعد البرلمان كون قاعدتيهما السياسية واحدة.
وينافس في الدائرة الثالثة أيضًا المرشح عبد الله الكندري والذي تقلد عضوية المجلس البلدي عدة مرات، كما ينافس المرشحون الوطنيون المقربون من المعارضة فواز المخلد ومهلهل المضف، وأنور الطبطبائي شقيق النائب المبطلة عضويته وليد الطبطبائي، وتبدو فرصه في الفوز ضعيفة جداً بسبب عدم وجود إجماع عليه وتوجه قواعد شقيقه الانتخابية نحو عمار العجمي.
ولا تبدو فرص المرشحين الشيعة في الدائرتين الثانية والثالثة كبيرة جدًا، لكن المرشح الشيعي في الدائرة الثالثة الدكتور هشام الصالح قد يحاول إحداث اختراق انتخابي كبير حال حصوله على أصوات الليبراليين، وهو ما يبدو صعباً جداً بسبب حدة طرحه أثناء حملته الانتخابية وتورطه بالهجوم على الإسلاميين.
وقال مسؤول كبير في المكتب السياسي للحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في تصريح لـ"العربي الجديد": إن الأخبار التي تتحدث عن وجود صفقة بين الحركة والسلفيين صحيحة تماماً، لكن الدعم ليس كاملاً، إذ أن الحركة قررت توجيه نصف أصواتها في الدائرة الثالثة نحو عمار العجمي ونصف الأصوات الأخرى نحو عبد الله الكندري، والذي يعد مقرباً للحركة رغم أنه لم يكن عضواً فيها.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "التقسيم تم عبر المناطق، فهناك مناطق معينة ستصوت للكندري، ومناطق أخرى ستصوت للعجمي".
ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات النيابية التكميلية هذه عزوفاً كبيرًا من قبل الناخبين بسبب اليأس من المشهد السياسي في الكويت، وفشل مجلس الأمة الذي انتخب في أواخر 2016 في حل المشاكل العالقة، إضافة إلى قرب موعد انتهاء مدته المقررة (سنة ونصف) وإمكانية وجود حل برلماني في الأفق، مما يجعل نسب المشاركة المتوقعة تصل إلى 30٪ وفق ما يقوله الخبير في شؤون الانتخابات الدكتور عبد الرزاق الشايجي.