وأكد مكتب رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آرديرن، اليوم، تلقيه نسخة من بيان منفذ الاعتداء الإرهابي على المسجدين في مدينة كرايست تشيرش قبل نحو 10 دقائق من بدء الهجوم.
ونقلت صحيفة نيوزيلند هيرالد المحلية عن المتحدث باسم رئيسة الحكومة (لم تسمّه)، قوله إن "مكتب رئيسة الوزراء كان واحدا من 70 متلقيا أرسل لهم البيان، ومن ضمنهم أيضا سياسيون آخرون، مثل الزعيم القومي سيمون بريدجز ورئيس البرلمان تريفور مالاد".
وأضافت الصحيفة أن "معظم المتلقين الآخرين كانوا من وسائل الإعلام المحلية والعالمية".
وأفاد المتحدث بأن "القاتل كان يتحدث وكأن جريمته قد تمت بالفعل"، مضيفاً أن "الرسالة كانت تشرح أسباب إقدام الجاني على فعلته، فهو لم يقل إن هذا ما أنوي فعله، لم يكن بالإمكان إيقافه".
وذكر أن البيان "لم يحدد ما كان الجاني سيقدم عليه، بل كُتب كأن الأحداث وقعت بالفعل".
وقبل تنفيذه الهجوم، برفقة آخرين، لم تعلَن أسماؤهم، نشر تارانت بياناً عنصرياً على "تويتر"، قبل أن ينقل مباشرة مقاطع من الاعتداء عبر "فيسبوك لايف".
ويظهر الفيديو رجلاً أبيض بشعر قصير يصل بالسيارة إلى مسجد النور في كرايست تشيرش، ثمّ يبدأ بإطلاق النار لدى دخوله إليه.
ونُشر "بيان" يشرح دوافع الهجوم صباح الجمعة على حساب على "تويتر" يحمل نفس الاسم والصورة الشخصية لحساب "فيسبوك" الذي نقل الهجوم مباشرة، والتي قالت وسائل إعلام إن متابعيه كانوا غالباً ما يعلقون بأسلوب عنصري.
وعنوان البيان الذي سماه "مانيفستو"، "الاستبدال الكبير"، ويشير نصه الممتد لـ 73 صفحة، إلى أن تارانت أراد مهاجمة مسلمين. ويبدو عنوانه مستوحى من نظرية للكاتب الفرنسي رونو كامو بشأن اندثار "الشعوب الأوروبية"، التي "تستَبدَل" بشعوب غير أوروبية مهاجرة. وباتت هذه النظرية منتشرة بشدة في أوساط اليمين المتطرف.
ويخبر الإرهابي في النصّ أنه مولود في أستراليا "من عائلة عادية"، ويبلغ من العمر 28 عاماً. وأعلن أن إحدى اللحظات التي دفعته إلى التطرف كانت هزيمة لوبن في انتخابات 2017 الرئاسية، والهجوم بشاحنة في استوكهولم في نيسان/إبريل 2017 قتل فيه خمسة أشخاص، بينهم طفلة في الحادية عشرة من العمر.
لم يخطط تارانت لتنفيذ هجومه بنيوزيلندا، لكنه اكتشف أنها بيئة حاضنة للكثير من المسلمين، بعدما وصل إليها للتخطيط والتدريب فقط.
وكانت السلطات في نيوزيلندا قد وجهت في وقت سابق اليوم تهمة القتل إلى المشتبه به الرئيسي في مذبحة المسجدين، التي نتج منها مقتل 50 مصلياً وإصابة عشرات آخرين، ودفع رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إلى التعهد بإصلاح قوانين الأسلحة النارية في البلاد.
ومثل المتهم تارانت أمام محكمة جزئية في كرايست تشيرش، والتي أمرت بحبسه إلى حين عرضه على المحكمة العليا في الخامس من إبريل/نيسان المقبل.
ولم يتحدث تارانت أمام المحكمة التي ظهر أمامها مكبل اليدين ومرتديا ملابس السجن البيضاء. ولم يطلب محاميه الذي عينته المحكمة إطلاق سراحه بكفالة. وقالت الشرطة إنه سيواجه على الأرجح تهما أخرى.
(الأناضول، العربي الجديد)