يبذل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني جهوداً مكثفة لإحياء مؤسسة رئاسة الإقليم، التي توقف العمل بها بعد استفتاء الانفصال الذي أجري في سبتمبر/أيلول عام 2017.
وأكد مصدر مطلع ببرلمان إقليم كردستان أن كتلة حزب البارزاني في البرلمان الكردي تجري اتصالات ببقية الكتل الكردية منذ عدة أيام لإقناعها بضرورة إعادة تفعيل منصب رئيس الإقليم، مبيناً في حديث لـ "العربي الجديد" أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم "يتمكن من استقطاب قوى المعارضة التي ترفض أغلبها إعادة العمل بالمنصب الذي يسعى حزب البارزاني منحه إلى أحد قيادات الحزب".
ولفت المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن حزب البارزاني "لم يحصل إلى غاية الآن على تأييد أحزاب مهمة، كالاتحاد الوطني الكردستاني، والجماعة الإسلامية الكردستانية، وحراك الجيل الجديد".
وأشار إلى أن "الديمقراطي الكردستاني" تمكن من كسب أصوات بعض ممثلي حركة التغيير في برلمان كردستان، موضحاً أن الحزب بصدد طرح مشروع تفعيل رئاسة إقليم كردستان للتصويت قريبا.
وهذا ما أكده رئيس كتلة "الديمقراطي الكردستاني" في برلمان كردستان أوميد خوشناو أيضاً، الذي قال إن 68 عضواً بالبرلمان أغلبهم من حزبه قدموا مشروع قانون يهدف لإعادة العمل برئاسة كردستان، مبيناً خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل أن المشروع يقترح انتخاب رئيس لكردستان داخل البرلمان.
وأشار خوشناو إلى أن هذه الطريقة "ستكون مؤقتة لحين إكمال دستور كردستان الذي سيتضمن طريقة انتخاب الرئيس"، موضحاً أن كل شيء سيسير وفقاً للسياقات المعمول بها في البرلمان.
في المقابل، رفض عضو برلمان إقليم كردستان عن حراك "الجيل الجديد" كاوه عبد القادر مشروع تفعيل رئاسة إقليم كردستان الذي قدمه حزب البارزاني، مبيناً في مؤتمر صحافي عقده في أربيل أن تقديم المشروع في هذا الوقت "يمثل نوعاً من عدم الإنصاف الذي تمارسه رئاسة البرلمان".
واتهم عبد القادر رئاسة برلمان إقليم كردستان بالخضوع إلى الرغبات السياسية للأحزاب، مشيراً إلى "حدوث إرباك خلال التصويت على مشروع القانون داخل اللجنة القانونية دفع كتلته (حراك الجيل الجديد) إلى مقاطعة اجتماع التصويت".
ومن المنتظر أن يعقد برلمان اقليم كردستان جلسة يوم السبت المقبل وفقاً لبيان أصدرته رئيسة البرلمان الكردي فالا فريد دعت فيه أعضاء السلطة التشريعية في الإقليم للاجتماع في الثلاثين من الشهر الجاري.
وصوت برلمان إقليم كردستان في فبراير/شباط الماضي على مرشحة الحزب الديمقراطي الكردستاني فالا فريد كرئيسة للبرلمان بشكل مؤقت لحين تسوية الخلافات مع الاتحاد الوطني الكردستاني الذي مُنح منصب رئاسة البرلمان بموجب اتفاقات سياسية سابقة.