وسيشارك الوزراء الثلاثة الجدد، الذين لم يتبوأوا أي منصب وزاري من قبل، في المجلس الحكومي الذي سيُعقد اليوم الاثنين بدل الأربعاء.
وتعتبر سيبيث ندياي، من أصول سنغالية، أكثر الثلاثة شهرة، وهي من المقربين إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، ورافقته في مغامرة الترشح ثم الفوز.
وقد كلفت ندياي بإدارة العلاقات مع الصحافة أثناء الحملة الرئاسية، ثم تبعته إلى قصر الإيليزيه. ولم يكن كثيرون يتوقعون أن تحلَّ ندياي، وهي في التاسعة والثلاثين من عمرها، محل بنجامان غريفو في منصب سكرتيرة الدولة والناطق باسم الحكومة، خصوصا أنها تحملت، قبل فترة قصيرة، مسؤولية إدارة الاتصال، بالوكالة، في انتظار تسمية مسؤول جديد.
وهذه السيدة، التي أبلت بلاء حسنا في منصبها السابق، عبر مواجهتها لعالَم الصحافة والإعلام ودفاعها المستميت عن الرئيس ماكرون، حتى في أحلك اللحظات، ومن ذلك قولها "أتحمل بشكل كامل مسؤولية الكذب من أجل حماية الرئيس"، ما أثار جدلا واسعا حول استمرارها في منصبها، لن تجد صعوبة في الدفاع عن سياسات الحكومة، وهي المعروفة بجرأتها الجارحة أحياناً.
السيدة الثانية، أميلي دي مونشلان، في الثالثة والثلاثين من عمرها، حلت محل ناتالي لوازو في منصب سكرتيرة الدولة المكلفة بالشؤون الأوروبية، وهي اقتصادية التكوين، وعملت في السابق محللة سياسية في المفوضية الأوروبية، وهو ما سيساعدها في عملها الجديد.
وعُرِفَ عن هذه السيدة، التي انتخبت نائبة برلمانية عن "الجمهورية إلى الأمام"، من الناحية السياسية، قُربٌ من حزب "الجمهوريون" اليميني. وقد دافعت، مثلما لم يفعل سوى القليل من أنصار ماكرون، بشراسة، في الأسابيع الماضية، عن سياسات ماكرون في مواجهة حركة السترات الصفراء.
الوزير الثالث هو سيدريك أو، في السادسة والثلاثين من عمره، فرنسي من أصول فرنسية-كورية، اختاره الرئيس ليحل محل الفرنسي من أصول مغربية منير محجوبي في منصب سكرتير دولة للرقميات. وعمل مثل ندياي مستشاراً لرئيسي الجمهورية والحكومة، معا، في الاقتصاد الرقمي، وهو ما عزّز اختياره في المنصب الجديد، إضافة إلى أنه شغل، خلال سنة ونصف السنة، منصب أمين المال في الحزب الرئاسي، إضافة إلى كونه عضوا في المكتب التنفيدي للحزب.
وإذا كان الجمهور الواسع لا يعرف شيئا عن هذا المستشار، إلا أنه كان، سنة 2006، في الطاقم الانتخابي للاشتراكي دومنيك شتروس كاهن، إلى جانب كوكبة توجد، الآن، مجتمعة حول الرئيس ماكرون، وتضم المستشار الخاص إسماعيل إيمليان وبنجامان غريفو، الطامح لخطف بلدية باريس، وستانيسلاس غيريني، رئيس حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام".
عالَم السياسة صغيرٌ جدا، وقد أثبت الرئيس ماكرون، عبر هذا التعديل، عن وفائه لمساعديه المقرَّبين، وعن احترامه لمبدأ التكافؤ بين النساء والرجال، وأيضا عن مضيّه قُدُما في سياسة التنوع (فرنسيان من أصول سنغالية وكورية)، وأخيرا، إرضاء رئيس حكومته إدوار فيليب، من خلال تعيين سيدة قادمة، مثله، من عالم اليمين "الجمهوريين".