وهذه أول تجربة معلنة من جانب كوريا الشمالية، منذ القمة الثانية بين زعيمها والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في هانوي في فبراير/شباط، والتي انتهت دون اتفاق.
ولم تصف الوكالة الرسمية على وجه التحديد نوع السلاح، لكن كلمة "تكتيكي" تشير إلى أسلحة قصيرة المدى، في مقابل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي ينظر إليها على أنّها تمثّل تهديداً للولايات المتحدة.
وقالت الوكالة، بحسب ما أوردته "رويترز"، إنّ الصاروخ مزوّد "بنظام توجيه متميز" و"رأس حربي قوي".
ونقلت عن كيم قوله إنّ "اكتمال تطوير منظومة السلاح، يمثّل حدثاً له أهمية كبيرة جداً في زيادة القوة القتالية" لجيش كوريا الشمالية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية، أنّ كيم أشرف، في نوفمبر/تشرين الثاني أيضاً، على تجربة "سلاح تكتيكي" لم تكشف عنه، وقالت إنّه قادر على حماية كوريا الشمالية مثل "حائط حديدي".
وفي العام الماضي، قال كيم إنّ بلاده ستتوقف عن التجارب النووية، وإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، لأنّ قدرات بيونغ يانغ النووية قد تمّ تأكيدها.
وأمس الأربعاء، كشف خبراء أميركيون، أنّه تم رصد أنشطة في الموقع النووي الرئيسي في كوريا الشمالية، ما يشير إلى أنّ بيونغ يانغ قد تكون بصدد إعادة معالجة مواد مشعة لتحويلها إلى وقود قنبلة، منذ فشل القمة مع الولايات المتحدة.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وفق ما ذكرته "فرانس برس"، إنّ صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية لموقع يونغبيون النووي، في 12 إبريل/نيسان، تظهر خمس عربات قطار قرب منشأة تخصيب اليورانيوم ومختبر الكيمياء الإشعاعية.
وقال المركز ومقره واشنطن، إنّه "في الماضي كانت هذه العربات المختصة على ما يبدو مرتبطة بنقل مواد مشعة أو بعمليات إعادة معالجة". وأضاف: "الأنشطة الحالية، إلى جانب صورها، لا تستبعد احتمال قيامها بمثل تلك الأنشطة، إما قبل عملية إعادة معالجة أو بعدها".
ومنذ قمة هانوي، تقول كوريا الشمالية إنّها تدرس خيارات لدبلوماسيتها مع الولايات المتحدة، وقال كيم الأسبوع الماضي، إنّه منفتح على محادثات مع ترامب، في حال جاءت واشنطن إلى طاولة المفاوضات "بموقف سليم".
وعقد ترامب وكيم، قمتهما التاريخية الأولى في سنغافورة، في يونيو/حزيران الماضي، وتم التوقيع خلالها على إعلان مبهم حول "نزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية". لكن فشلهما في التوصل لاتفاق في القمة الثانية في هانوي بشأن التراجع عن البرنامج النووي لبيونغ يانغ مقابل تخفيف العقوبات أثار تساؤلات بشأن مستقبل العملية الأوسع.
وغادر الرئيس الأميركي القمة التي اقترح خلالها كيم اتفاقاً جزئياً تضمّن عرضاً بتفكيك منشأة يونغبيون. والبلدة التي تبعد نحو 100 كيلومتر شمال بيونغ يانغ، تضم أول مفاعل نووي في البلاد، وهي المصدر الوحيد المعروف للبلوتونيوم لبرنامج أسلحة الشمال.
ولا يُعتقد أنّ يونغبيون هي المنشأة الوحيدة لتخصيب اليورانيوم، ولن يكون إغلاقها مؤشراً على نهاية للبرنامج الذري لكوريا الشمالية.
وفي الشهر الماضي، حذّر مسؤول كوري شمالي كبير من أنّ كيم قد يعيد النظر في وقف إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية المعمول بها منذ عام 2017، ما لم تقدم واشنطن تنازلات، مثل تخفيف العقوبات.
إقصاء بومبيو
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام كورية شمالية، اليوم الخميس، وفق ما أوردته "رويترز"، أنّ بيونغ يانغ لم تعد راغبة في مشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في المحادثات النووية، وطالبت بشخصٍ يكون "أكثر حرصاً ونضجاً في التواصل".
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية عن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية كون جونغ غون، قوله، دون الخوض في التفاصيل، إنّه "ليس باستطاعة أحد التنبؤ" بالوضع في شبه الجزيرة الكورية إذا لم تتخل الولايات المتحدة عن "السبب الجذري" الذي أرغم بيونغ يانغ على تطوير برنامجها النووي.
وأضاف، بحسب ما نقلته "فرانس برس": "أخشى أنّه إذا شارك بومبيو في المحادثات، فإنّها ستتعثر مجدداً، بالتالي، في حال استئناف محتمل للحوار مع الولايات المتحدة، آمل ألا يكون بومبيو نظيرنا فيه".
ورداً على بيونغ يانغ، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تزال مستعدة للتفاوض مع كوريا الشمالية. وذكر متحدث باسم الوزارة أن "الولايات المتحدة لا تزال مستعدة لإجراء مفاوضات بناءة مع كوريا الشمالية"، مؤكداً علم واشنطن بطلب وزارة الخارجية الكورية الشمالية المتعلق ببومبيو، من دون أن يعلق عليه مباشرة.
ولعب بومبيو، المقرب من ترامب، دوراً مهماً في تشجيع الأخير على الخروج من قمة هانوي. وأعرب بومبيو، الذي زار كوريا الشمالية أربع مرات العام الماضي، عن أمله في التوصل إلى اتفاق معها، إلا أنه أصر على النزع الكامل للأسلحة النووية قبل أن ترفع بلاده الحظر الذي تفرضه على بيونغ يانغ.
(العربي الجديد، وكالات)