تجدّد الحراك الطلابي في مختلف المدن الجامعية في الجزائر، اليوم الثلاثاء، عبر تظاهرات ومسيرات قرّر الطلاب تنظيمها كل ثلاثاء في إطار الحراك الشعبي، وسط تشديد أمني وحضور لافت لقوات مكافحة الشغب.
وخرج آلاف الطلبة في العاصمة الجزائرية للمطالبة برحيل الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، وحكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، بالإضافة إلى ضرورة محاسبة كل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
ورفع المحتجون لافتات تندّد بـ"رؤوس العصابة" خلال تجمعهم أمام مقر الجامعة المركزية بقلب العاصمة الجزائرية، بينها لافتة ضخمة كتب عليها "الجزائر بلادنا والسلمية شعارنا"، وشعار "من قام بنصف ثورة كمن حفر قبره بيده".
وقال الطالب في كلية الحقوق علي بودهان، لـ"العربي الجديد"، إن "الطلبة جزء لا يتجزّأ من الحراك الشعبي الذي بدأ قبل شهرين، ونحن مستمرون في الاحتجاجات بسلمية، والبقاء على وحدة الكلمة حتى رحيل كل رموز العصابة ونظام بوتفليقة".
واعتبرت الطالبة في كلية الطب نصيرة لعلامة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "السلطة كما لو أنها لا تسمع المطالب. مطالبنا واضحة، رحل الطيب بلعيز (رئيس المجلس الدستوري المستقيل)، لكننا ننتظر رحيل كل رموز الفساد، بداية من الحكومة التي تبقى في نظرنا غير شرعية، وعبد القادر بن صالح، باعتبارهم جزءاً من النظام السابق".
وردّد الطلبة المحتجون أغنية بعنوان "استيقظي يا عدالة"، وطالبوا المحامين والقضاة بالعمل على "محاسبة الفاسدين ورجال الأعمال المتورطين في نهب المال العام".
وجرت المسيرات تحت مراقبة قوات الشرطة التي انشرت في ساحة اودان وقرب البريد المركزي، ومنعت في بعض الأوقات الطلبة من تنظيم مسيرات، كما أغلقت النفق الجامعي لمنعهم من تنظيم مسيرة، على اعتبار أن النفق هو الممر الوحيد الذي يربط بين البريد المركزي وساحة اودان في حال رغب الطلبة في تنظيم مسيرة بينهما.
بالإضافة إلى العاصمة، خرج آلاف من الطلبة اليوم في مسيرات عبر مختلف ولايات الجزائر، كقسنطينة وسطيف وعنابة شرقي الجزائر، والجلفة والأغواط إلى جنوب البلاد، ووهران غربي الجزائر، لتدعيم الحراك الشعبي.
وتدخل مسيرات الطلبة اليوم في سياق الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فبراير/ شباط الماضي، الداعي إلى تغيير النظام ومحاسبة رموز الفساد.
وقبل أيام عقد الطلبة في الجامعات جمعيات عامة للنقاش السياسي ولاتخاذ قرار بالدخول في إضراب عام في الجامعات حتى رحيل رموز النظام، أو الاستمرار في الدراسة.
وتباينت المواقف من جامعة إلى أخرى، وعاد الطلبة في أغلب الجامعات للدراسة، مع تخصيص يوم الثلاثاء للحراك الشعبي.