أعلن 36 في المائة من الفرنسيين، في استطلاع للرأي أجراه معهد أودوكسا-دونتسو كونسولتينغ، أنهم يحملون نظرة جيدة عن حزب "التجمع الوطني"، الذي تتزعمه مارين لوبن، مقابل 64 في المائة لديهم نظرة سلبية على حزب اليمين المتطرف، وهي أفضل نسبة لهذا الحزب خلال العشر سنوات الأخيرة.
كما أن 56 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون أن هذا الحزب يجب أن يُنظر إليه كـ"حزب مثل باقي الأحزاب"، وهو ما يكشف أن سياسة مارين لوبن في تحسين صورة الحزب قد حققت نجاحاً، بعد تخلصها من والدها ومؤسس الحزب، جان ماري لوبن، ليس فقط في جذب شخصيات من اليمين التقليدي، بل وحتى من "فرنسا غير الخاضعة"، كما حدث مع أندريا كوتاراك، الذي انسحب من حركة جان لوك ميلانشون بعد أن دعا للتصويت لصالح مارين لوبن لوقف سياسة ماكرون.
ولكن هذا التحسن لدى الرأي العام لا ينفي أن برامج الحزب اليميني المتطرف الاجتماعية والاقتصادية لا تروق أغلبية الفرنسيين. فـ60 في المائة ينتقدون "أفكاره العنصرية"، فيما يرى 58 في المائة أن برنامجه الاقتصادي "خطير على الاقتصاد".
وفيما يخص سياسة التقارب مع أحزاب شعبوية ويمينية متطرفة ومشككة في الاتحاد الأوروبي، وخاصة مع "رابطة الشمال"، والتي ستصل الذروة، يوم غد السبت، مع تنظيم لقاء ميلانو بإيطاليا، وتحت رعاية الرجل القوي في إيطاليا ماتيو سالفيني، فإن 62 في المائة من الفرنسيين يعارضون هذا التقارب، ويعتبرونه سيئاً.
ويأتي هذا الاستطلاع، الذي يمنح حزب لوبن الأمل في تعزيز تصدرها لاستطلاعات الرأي حول الانتخابات الأوروبية، ما جعلها تتحدث عن "إنجاز تاريخي"، في موازاة مع استطلاعات للرأي متعددة، تكرّس هيمنة هذا الحزب اليميني المتطرف على حساب منافسه، "الجمهورية إلى الأمام"، وهو ما أكده استطلاع لمعهد "إيفوب وفيدوسيال"، الذي يمنح "التجمع الوطني" 24 في المائة، وتليه "الجمهورية إلى الأمام" بنسبة 23 في المائة.
وحسب هذا الاستطلاع، لا تزال لائحة حزب "الجمهوريون" اليميني، ثالثة، بنسبة 14 في المائة، ثم "فرنسا غير الخاضعة"، بـ8,5 في المائة، ثم الإيكولوجيين 7 في المائة، وتقفز لائحة "الاشتراكيين-ساحة عامة" إلى 5,5 في المائة، وهو ما يجعلها، في هذه الحالة، تحلُم بإرسال بعض النواب إلى ستراسبورغ، كما وعد رئيس اللائحة رافائيل غلوكسمان، إذ أن تحقيق 5 في المائة شرط ضروري، لإرسال نواب إلى البرلمان الأوروبي.