تستكمل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، زيارتها التي بدأتها أمس إلى غرب أفريقيا، والتي تستمر حتى يوم غدٍ الجمعة، ومن المتوقع أن تشهد محادثات بناءة مع قادة دول تلك المنطقة، وتأكيدا على مواصلة ألمانيا والاتحاد الأوروبي تقديم المساعدات العسكرية والمالية لبلدانها الفقيرة، والتي يزداد فيها الوضع الأمني صعوبة.
وفي اجتماع عقد مساء أمس الأربعاء في واغادوغو مع قادة الدول الساحلية الأفريقية الخمس، والتي تضم بوركينا فاسو والنيجر ومالي وموريتانيا وتشاد، تعهدت ميركل بالعمل على ضمان إنجاز الدعم المالي بسرعة وبشكل موثوق، وهي "مسألة مصداقية"، كما شددت على أهمية حلّ الأزمة الليبية، والتي قد تساهم في عملية استتباب الأمن لتلك المنطقة بأسرها، خاصة أن ليبيا هي الآن مصدر دائم للتهديد الإرهابي، قبل أن تضيف أن مسألة مكافحة الإرهاب ليست من مسؤولية الدول الخمس فحسب، بل مسؤولية أوروبا أيضاً، علماً أنه في محادثاتها مع رئيس بوركينا فاسو، وعدت ميركل بتعاون ألماني في مجال الأمن وتقديم المشورة العسكرية، رغم أن برلين لا تزال ترفض توريد الأسلحة إلى بلاده، وأنه سيتم تخصيص مبلغ 10 ملايين يورو كمساعدات لتعزيز دور الشرطة وتجهيزاتها.
وكانت ميركل قد شددت في مستهل زيارتها على اقتناع برلين بأهمية التعاون الوثيق، ورغبتها بمواصلة التزامها تجاه هذه الدول. وإذ وجهت شكرها للنيجر على عملها بنجاح كبير في مكافحة الهجرة غير الشرعية، شددت على أن فرص التنمية الفردية يجب أن تسير جنباً الى جنب مع مقاومة الهجرة غير الشرعية.
يذكر أن النيجر تلقت مؤخراً 200 مليون يورو إضافية من برلين التي تدعم العمليات العسكرية لوقف الإرهاب المتزايد هناك. ومن المقرر أن تزور ميركل، اليوم الخميس، 823 من القوات الألمانية المتواجدين في صحراء مالي مع بعثة الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام في البلاد.
وفي هذا الإطار، قال وزير داخلية النيجر محمد بازوم لصحيفة "دي فيلت" إنه "بالنظر إلى الدور الذي لعبناه في الحد من تدفق اللاجئين، لم نستفد بشكل كبير من الاستثمار، هناك خيبة أمل صغيرة في هذا الصدد، ومتوقع أن تزيد في السنوات المقبلة أموال الاتحاد الأوروبي للمساهمة في أعمال البنية التحتية وتحسين الطرق والرعاية الصحية"، قبل أن يضيف "علينا أن نقبل بالمزيد من الالتزامات بشأن التحديات الأمنية من منطلق أنه إذا كانت الدولة غير مستقرة فمن المستحيل أن تتطور".