التقى العاهل الأردني عبد الله الثاني، في العاصمة الأردنية عمان اليوم الأربعاء، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، المستجدات الإقليمية، خصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأكد ملك الأردن "ضرورة تكثيف جميع الجهود لتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية".
وحضر اللقاء، الذي لم يفصح البيان عن المزيد من تفاصيله، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومستشار الملك للاتصال والتنسيق بشر الخصاونة، والسفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، ومساعد الرئيس الأميركي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والوفد المرافق.
وكان مئات المواطنين الأردنيين اعتصموا الليلة الماضية في الساحة المقابلة للسفارة الأميركية في منطقة عبدون غربي العاصمة الأردنية عمان، وسط طوق أمني كبير، وذلك احتجاجاً على زيارة صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر إلى الأردن من أجل بحث تفاصيل صفقة القرن ومؤتمر البحرين المخصص لبحث الجانب الاقتصادي للصفقة.
وأكد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية رفضهم زيارة المبعوث الأميركي كوشنر إلى الأردن ورفض مسار صفقة القرن أو المشاركة في ورشة البحرين.
وردد المشاركون في الوقفة هتافات أكدت رفض المساس بهوية القدس ورفض مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية ونددت بزيارة كوشنر وطالبت بإغلاق السفارة الصهيونية والأميركية وإلغاء معاهدة وادي عربة.
ويجد الأردن نفسه في موقف حرج إزاء خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، في ظلّ ما تفرضه أوضاعه الاقتصادية الصعبة على مواقفه السياسية؛ ففي الوقت الذي لا تستطيع فيه عمان الاستغناء عن المساعدات الأميركية التي تصل إلى ما يزيد عن مليار ونصف المليار دولار سنوياً، تهدّد التسريبات الصادرة عن مصادر أميركية بشأن "صفقة القرن" الهوية السياسية للأردن، أو ما يطلق عليها "الثوابت الوطنية".
ودعا ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردنية إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يوم غضب شعبي عربي في كل العواصم والمدن العربية رفضاً لصفقة القرن، وإسقاط مؤتمر البحرين، مشيراً إلى أن "القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير وأمام مرحلة جديدة تتمثل بإصرار الإدارة الأميركية على فرض مشروعها (صفقة القرن) الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية والحقوق العربية الثابتة، والقبول بمنطق القوة لفرض هذا المشروع التصفوي، وتكريس التطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى الرسمي العربي".
واعتبر الائتلاف أن الأخطر في سلسلة الخطوات الأميركية لفرض مشروعها هو ما يتم الإعداد له لعقد مؤتمر في المنامة/البحرين، في نهاية شهر يونيو/حزيران، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، بهدف تشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية من أجل تحويل المسار السياسي الى قضية إنسانية تتطلب عوناً اقتصادياً.
وطالب الحكومة "بإعلان موقف الأردن الرسمي بمقاطعة هذا المؤتمر دون مماطلة أو انتظار أو تأخير، واتخاذ إجراءات أردنية لتحويل الرفض اللفظي إلى موقف سياسي ثابت يلتقي مع الموقف الشعبي الداعم لذلك، لأن من شأن موقف فلسطيني أردني رسمي بمقاطعة المؤتمر إضعاف الموقف الأميركي الصهيوني وأدواتهم العربية من القدرة على عقد المؤتمر وتمرير صفقة بيع فلسطين".
يشار إلى أنّ الأردن مقيّد بالمساعدات الاقتصادية الأميركية، فقد كان وقّع مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم مدتها خمس سنوات، تعهدت بموجبها واشنطن بتقديم 1.275 مليار دولار سنوياً من المساعدات الخارجية لعمان وذلك من عام 2018 إلى عام 2022 – أي ما مجموعه 6.375 مليارات دولار.
وزاد الكونغرس الأميركي العام الماضي من المساعدات المتعهّد بها إلى 1.525 مليار دولار. ويشمل هذا التمويل 1.08 مليار دولار كمساعدات اقتصادية، إضافة إلى دعم بقيمة 425 مليون دولار للجيش الأردني.