دعا ناشطون في الداخل السوري، إلى خروج تظاهرات حاشدة، بعد صلاة الجمعة غداً، باتجاه الحدود التركية، بغية الضغط على "الضامن التركي" والمجتمع الدولي، من أجل وقف القصف على إدلب، أو تحمّل نتائجه، المتمثلة في تدفّق مئات آلاف النازحين الهاربين من الحرب عبر الحدود.
وقال بيان أصدره الناشطون أنه "بعد الصمت الدولي والإقليمي عن المجازر والانتهاكات المرتكبة بحقّ أهلنا في أرياف إدلب وحماة وحلب، من قبل مليشيات الأسد والقوات الروسية والمليشيات الموالية لها، ونظراً لتهجير ما يُقارب نصف مليون مدني من هذه الأرياف، خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وقتل مئات المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية، وتهجير أكثر من 200 قرية وبلدة بشكلٍ كامل أو جزئي، بعد تدميرها بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وقبلها تهجير نحو مليوني مدني إلى الحدود الشمالية، ندعو نحن ناشطي الداخل السوري بكافة مسمّياتهم وهيئاتهم، أهلنا المهجّرين إلى الخروج، ظهر يوم غد الجمعة، في تظاهرة حاشدة عند معبر أطمة، بهدف الضغط على جميع الجهات الدولية الإنسانية والرسمية، والعمل على كسر قيود الصمت الدولي بموجات الهجرة الخارجية التي لن تتوقّف طالما نهر الدم السوري يسيل".
علاء محمد Wednesday, May 29, 2019" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وأوضح البيان أن "الضغط الجماهيري لن يكون موجّهاً نحو دولة بذاتها، وإنما نحو المجتمع الدولي برمّته، كي يتحمّل مسؤوليته"، مشيراً إلى أن الهدف هو "الضغط لفتح باب الهجرة الخارجية لنيل أبسط حقوق الإنسان، ألا وهي الحياة، أو المسارعة في وقف حملة القتل والتهجير بحقّ السوريين في الشمال".
وأضاف البيان أن التظاهرة لن تكون الأخيرة وستتبعها تظاهرات واعتصامات أخرى حتى تحقيق أهدافها. وشدد على سلمية التظاهرات، وعدم السماح بأي اعتداء على الممتلكات العامة، أو المواجهة مع طرفي المعبر والقائمين على حمايته. وأكد أن التظاهرة ستكون خالية من كل الشعارات والأدوات التي تحرف مسارها المدني.
ودعت صفحة "مليونية كسر الحدود التركية" على موقع "فيسبوك"، الأهالي في الشمال السوري، إلى "الخروج في تظاهرات حاشدة، للضغط على الضامن التركي لتحمّل مسؤولياته أمام الشعب السوري الذي يباد يومياً بجميع الطرق والأسلحة، بعد أن أخذ على عاتقه مسؤولية الملف السوري". وحذّرت الصفحة، الجانب التركي، من أن استمرار التصعيد السوري الروسي في الشمال السوري، سيدفع المهجّرين إلى اختراق الجدار الفاصل وتدفّق النازحين إلى داخل الأراضي التركية، ومنها إلى أوروبا.
وقال ناشط من الصفحة، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يوجد حتى الآن أي تنسيق أو تواصل بين منظمي التظاهرة والجانب التركي، ولا مع الفصائل الموجودة في الشمال السوري، بشأن هذه التظاهرة. وتوقع الناشط ألا تكون هناك عقبات تحول دون نجاح هذا المسعى، سواء من جانب تركيا أو الفصائل، كما توقّع أن تكون المشاركة الشعبية في التظاهرة واسعة جداً. نافياً وجود أي مخاوف أو تحذيرات لدى الجانب التركي من خروجها.
وكانت بعض المصادر ذكرت أن السلطات التركية رفعت حالة التأهب في معبر أطمة وفي الأبراج القائمة على السور، والمزودة بأنظمة مراقبة ورادارات رصد متطورة وكاميرات حرارية، على الرغم من صعوبة إيجاد ثغرات فيه، نظراً لعرضه البالغ ثلاثة أمتار وبارتفاع أربعة أمتار، من جدران إسمنتية مسبقة الصنع.