وأوضح آبي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه "ينبغي أن تلعب إيران دوراً بناء لمنع وقوع مواجهة في المنطقة"، داعياً طهران إلى الاستمرار في الالتزام بالاتفاق النووي.
وقال روحاني إن آبي أعرب عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع اليابان في كافة المجالات، بما فيها التعاون النووي السلمي، مؤكداً أن الجانبين يعارضان بشدة الأسلحة النووية.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء الياباني عن سعادته بزيارة إيران ليكون أول رئيس وزراء ياباني يزورها بعد 41 عاماً، مؤكداً على أن العلاقات بين الشعبين الإيراني والياباني ضاربة في عمق التاريخ.
وأكد آبي حرص طوكيو على تطوير العلاقات مع طهران في كافة المجالات و"تقديم مساعدات عاجلة إلى المتضررين من السيول في إيران".
وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي، قال الرئيس الإيراني إن بلاده حريصة على استمرار الاتفاق النووي، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الياباني أكد بدوره حرص اليابان على الحفاظ على الاتفاق النووي، باعتباره مهماً لأمن العالم والمنطقة.
في السياق، وفيما أكد روحاني أن إجراءاتها الأخيرة لبلاده لتقليص تعهدات نووية جاءت وفقاً للاتفاق نفسه، دعا آبي إيران إلى الاستمرار في الالتزام بالاتفاق النووي.
وفيما يرتبط بالعنوان الأبرز لزيارة آبي، وهو التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، قال روحاني إنه ناقش مع ضيفه الياباني، "إزالة التوتر في المنطقة"، معلناً أن إيران واليابان توليان أهمية كبيرة للاستقرار الإقليمي.
وفيما أعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن تكون هذه الزيارة "بداية لتحولات إيجابية في المنطقة"، اعتبرها آبي "الخطوة الأولى لإحلال الأمن والسلام فيها".
وفي هذا الإطار، بدا واضحاً القلق في تصريحات رئيس الوزراء الياباني، بتأكيده على أن سقف التوترات في المنطقة مرتفع وأنه سيسعى كل جهده لوضع حد لها، معرباً عن خشيته من أن تؤدي هذه التوترات إلى وقوع مواجهة عسكرية.
ودعا آبي إيران إلى "لعب دور بنّاء" لمنع وقوع هذه المواجهة، مشدداً في الوقت نفسه على أنه "سيبذل قصارى جهوده لوضع حد للتوترات الإقليمية".
وأكد أن "استباب الأمن والسلام في الشرق الأوسط يخدم العالم ومصالح إيران"، قائلا "لا نريد حربا جديدة في المنطقة وسنعمل على منع ذلك والحيلولة دون ارتفاع التوتر".
إلا أن روحاني أكد أن جذور التوترات في المنطقة تعود إلى الحرب الاقتصادية التي تشنها الإدارة الأميركية على إيران، قائلاً إنه "اذا توقفت هذه الحرب سنشهد تطورات إيجابية".
وأضاف روحاني أن "إيران لن تبدأ أي حرب في المنطقة حتى مع أميركا، لكن إن شنت علينا حرباً سنرد عليها بكل حزم".
ووصل رئيس الوزراء الياباني، بعد ظهر اليوم الأربعاء إلى طهران، في زيارة وصفت بأنها "تاريخية"، و"مهمة للغاية"، تستغرق يومين.
ومن المقرر أن يلتقي آبي غداً الخميس المرشد الإيراني علي خامنئي.
وتحظى زيارة رئيس الوزراء الياباني باهتمام واسع، لكونها تأتي في سياق التحركات الإقليمية والدولية لوضع حد للتوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن.
وقبل وصول آبي إلى طهران، أجرى وزيرا خارجية إيران واليابان مباحثات مفصّلة في لقاءين منفصلين.
وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن ظريف قال، خلال لقائه مع تارو كونو، إن بلاده تتعرض لحرب اقتصادية أميركية، وإنها "تواجه حملات كراهية من الإدارة الأميركية بشكل يومي".
وأشار ظريف إلى "علاقات صداقة تاريخية" بين إيران واليابان، قائلاً إن بلاده تعتبر اليابان "صديقا وشريكا جيدا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية".
وأكد ظريف أن طهران ستتخذ سياسات في هذه الظروف الصعبة لمواجهة الحرب الاقتصادية الأميركية، "مثل إعادة النظر في الموازنة وسياسات مالية أخرى من دون الاعتماد على النفط".
وبدوره، أكد كونو أن "تخفيف التوترات في الشرق الأوسط ينفع الجميع، كما أن استمرارها يضر بالجميع"، معلناً أن بلاده مستعدة لـ"بذل كل جهودها لتخفيف هذه التوترات".
عقوبات أميركية جديدة
من جانب آخر، فرضت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، عقوبات على شركة عراقية واثنين من المتعاملين معها، وقالت إنها ساعدت فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على تفادي العقوبات عن طريق تهريب أسلحة بقيمة مئات الملايين من الدولارات، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان "الخزانة تتحرك لإغلاق شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية التي تستخدم لتسليح وكلاء إقليميين لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق، بينما تثري بشكل شخصي الأفراد المقربين من النظام".
وأضاف "يجب أن يعزز القطاع المالي العراقي والنظام المالي الدولي الأوسع دفاعاتهما في وجه الأساليب الاحتيالية المستمرة لطهران لتجنب الاشتراك في خطط الحرس الثوري الإيراني المستمرة للتحايل على العقوبات وغيرها من الأنشطة الخبيثة".
وذكر البيان أن عقوبات اليوم الأربعاء استهدفت شركة "ساوث ويلث ريسورسيز" التي تتخذ من بغداد مقرا لها. وأضاف أن العقوبات استهدفت أيضا اثنين من المتعاملين معها ساعدا في تسهيل شحنات الأسلحة وعمليات الشركة المالية.
وقال مسؤولون أميركيون إن عمليات الشركة عادت بالنفع أيضا على أبو مهدي المهندس، وهو مستشار عراقي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني سبق وفرضت عليه عقوبات. وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات من قبل على الحرس الثوري الإيراني في إبريل/ نيسان وصنفته منظمة إرهابية في خطوة هي الأولى من نوعها.