طالب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أفريقيا، تيبور ناجي، اليوم الجمعة، بإجراء تحقيق "مستقل وذي مصداقية" في مجزرة فض الاعتصام أمام مقر الجيش في العاصمة السودانية الخرطوم، الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
ومن أديس أبابا التي وصل إليها بعد زيارة إلى السودان استمرت يومين، قال نويج إن الولايات المتحدة ترى أن هناك ضرورة لإجراء "تحقيق مستقل وذي مصداقية لمحاسبة مرتكبي الفظاعات".
ورأى ناجي أن حملة القمع قلبت أوضاعاً كانت قد ولّدت أملاً كبيراً بحصول تحسّن، بعد خلع الرئيس السابق عمر البشير عن السلطة.
وقال المسؤول الأميركي خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن "أحداث الثالث من حزيران/يونيو شكّلت من وجهة نظرنا منعطفاً كاملاً في طريقة سير الأحداث مع ارتكاب عناصر القوى الأمنية جرائم وعمليات اغتصاب". وتابع "حتى تاريخ الثالث من حزيران/ يونيو، كان الجميع متفائلاً. كانت الأحداث تمضي قدماً في اتّجاه مناسب بعد 35 عاماً من المأساة في السودان".
وفي السياق، قال ناجي إن بلاده طلبت من الجيش السوداني سحب قواته من العاصمة الخرطوم، معرباً عن اعتقاده بـ"وجود مخربين" من طرفي الأزمة في السودان "يحيلون دون التوصل إلى اتفاق".
وشدّد المسؤول الأميركي على "أهمية الوصول إلى حكومة مدنية تلقى رضى الشعب"، مؤكداً دعم بلاده لـ"الوساطة، وتأمل أن تلاقي النتيجة الناجمة عنها قبولاً من قبل الشعب السوداني".
وأوضح ناجي أن "الولايات المتحدة لن تتدخل في التحقيق بحادثة فض اعتصام الخرطوم، إذا كان بيد جهات مستقلة تنظر في كافة الأدلة لكشف المسؤولين عنه".
وحذّر المسؤول الأميركي من "إمكانية الوصول إلى حالة من الفوضى في السودان، كما هو الحال في ليبيا"، مشدداً على أن واشنطن "لا تلعب دوراً مباشراً في السودان، بل تقدم النصح والدعم للاتحاد الأفريقي".
وختم بالقول إن "الاتحاد الأفريقي لديه أدوات أخرى يمكنه اتخاذها إلى جانب تجميد عضوية السودان، في حال تدهور الوضع في البلاد".
(الأناضول، فرانس برس)