أظهرت النتائج الأولية الصادرة عن اللجنة الوطنية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا، وتنافس فيها ستة مرشحين، تقدّم مرشح السلطة محمد ولد الغزواني، بنحو 50.41% من نسبة الأصوات، بعد فرز نحو 90.42% من أصوات مكاتب الاقتراع في البلاد.
وبينما بلغت نسبة المشاركة في التصويت بالانتخابات 52.76%، قالت اللجنة، اليوم الأحد، في بيان، إنّ "عملية فرز الأصوات ومعالجتها ما تزال مستمرة"، داعية المرشحين إلى "الهدوء وضبط النفس".
وأضافت اللجنة، في بيانها، أنّها "لا تزال تواصل فرز النتائج التي تردها تباعاً من ممثليها على امتداد التراب الوطني، وتسهر الفرق على جمعها ومعالجتها بهدف تقديم نتائج مؤقتة في الآجال القانونية وإحالتها إلى المجلس الدستوري". ودعت اللجنة المرشحين إلى "التحلي بالهدوء وضبط النفس وانتظار النتائج التي ستعلن عنها".
وكان وزير الدفاع السابق والجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني، ومرشح حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم، قد أعلن، في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، فوزه في الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى، أمس السبت.
وقال ولد الغزواني، في كلمة مقتضبة، فجر اليوم الأحد، أمام حشد من أنصاره على هامش سهرة انتخابية نظمها بقصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط، وبحضور الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، إنّه نجح في تجاوز عتبة 50% من الأصوات، مضيفاً أنّ "ما بقي من أصوات في المكاتب لن يغير هذه النتيجة".
وهنأ ولد الغزواني الشعب الموريتاني، معتبراً أنّه "اختار التصويت لصالح الاستمرار ونهج الإصلاح"، على حد وصفه.
ويشهد المركز الثاني تنافساً محموماً بين مرشح المعارضة سيدي محمد ولد بوبكر، والمرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، بينما جاء خلفهما المرشح كان حاميدو بابا رابعاً بنسبة بلغت 8.78%، يليه المرشح والمعارض التاريخي محمد ولد مولود بنسبة 2.49%، والمرشح المهندس الشاب محمد الأمين المرتجي الوافي بنسبة 0.41%.
وفي قراءة أولى لهذه النتائج الأولية، يُسجل تفاوت كبير بين ولد الغزواني بالمركز الأول، بعيداً عن منافسه الرئيسي ولد بوبكر بنحو أكثر من 200 ألف صوت، مما يعني احتمال عدم اللجوء إلى جولة ثانية فاصلة، في حين برزت منافسة بيرام ولد الداه ولد أعبيدي لهما، وهو الممثل لخطاب تيار الزنوجة، مع حميدو بابا الذي ينشط معه في المجال نفسه.
وبعد فرز نحو 90% من الأصوات، يبقى الفوز النهائي لولد العزواني معلّقاً على ولاية كيديمغا، وهي من بين الولايات التي لم يتم فرز أصواتها حتى الآن، وتعتبر معقل أعبيدي الوجه الصاعد في الحياة السياسية الموريتانية، والذي يحظى بإسناد قوي من طرف الموريتانيين الزنوج والحراطين (ساكني الواحات في الصحراء الكبرى).
ويبدو أنّ الاعتبارات العرقية في المجتمع الموريتاني حضرت بقوة في الانتخابات، بينما أصبح خطاب الزنوجة أكثر وضوحاً في الحياة العامة في البلاد.
ودُعي نحو 1.5 مليون ناخب، أمس السبت، لانتخاب خلف لولد عبد العزيز الذي لا يحق له الترشح بعد توليه ولايتين، منذ عام 2008، تاريخ الانقلاب الذي قام به حين كان جنرالاً.
وينتظر أن يعقد مرشحو المعارضة الأربعة مؤتمراً صحافياً، لإعلان موقفهم من المسلسل الانتخابي، لا سيما أنّه لم يصدر بعد أي موقف من المرشحين المنافسين للغزواني على إعلانه الفوز في الانتخابات.
وكان مرشحو المعارضة الأربعة، بينهم بوبكر وأعبيدي، قد نددوا خلال اجتماع، بعد ظهر السبت، بحصول مخالفات وبطرد ممثليهم من بعض مراكز الاقتراع.
لكن الهيئة الانتخابية أكّدت أنها لم تسجل أي حادث مهم خلال الانتخابات، وهذا ما أكده أيضاً فريق مرشح السلطة.
وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات محمد فال ولد بلال، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، قبيل إغلاق مكاتب التصويت بقليل عند السابعة مساء السبت، إنّه سيجرى الإعلان عن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات خلال 27 ساعة، مرجعاً ذلك إلى مساحة موريتانيا الكبيرة التي تناهز مليون كيلومتر مربع، والتضارب الذي يمكن أن تسببه المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وحول وجود اعتراضات من المترشحين خلال اليوم الانتخابي، أجاب "حصلت اعتراضات من هذا الطرف وذاك، ومن المرشحين الستة، وتعاملنا معها بما يمكن، وما هو متاح من تصحيح، توصلنا إلى حل الكثير، وربما بقيت بعض الأمور عالقة".
ورداً على سؤال بشأن آجال الطعون، أكد أن اللجنة المستقلة للانتخابات ستعلن عن النتائج المؤقتة، والطعون تقدم أمام المجلس الدستوري، وهو الذي يعلن النتائج النهائية، بعد فحص كل الاعتراضات والطعون.