يأتي ذلك مع استمرار قيام وحدات عسكرية عراقية، بدعمٍ من طيران "التحالف الدولي"، والطيران العراقي، بعمليات عسكرية واسعة في صحراء الأنبار وبادية الموصل وسلسلة جبال حمرين وحوض العظيم ومناطق الثرثار وذراع دجلة، من خلال عمليات إنزال وهجمات خاطفة تستهدف مواقع وجيوب تنظيم "داعش" الإرهابي، أسفرت خلال الأيام الماضية عن مقتل 19 مسلحاً واعتقال آخرين، وتدمير مخابئ ومصادرة مخازن أسلحة مدفونة تحت الأرض، وفقاً لبيانات وتصريحات جنرالات عراقيين.
وكشف مسؤول عراقي برتبة لواء ركن في وزارة الدفاع، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن نجاح قوات الجيش في إغلاق ما وصفه بثقوب سوداء ومناطق هشة بين العراق وسورية، كانت تعتبر ممرات مناسبة للمتسللين، سواء الإرهابيين أو المهربين.
وأضاف المسؤول إن تلك المناطق واقعة بين القائم غرب العراق وحتى ربيعة شمالي العراق، أبرزها محور مكر الذيب والأبراج والمصب وتلال خالد والعكيدات ومضارب شمر القديمة ومناطق صحراوية وأخرى جبلية، كما تم تدمير أنفاق حفرها "داعش" للتسلل بين البلدين.
وأشار إلى أن القوات العراقية المشتركة (قوات الجيش وحرس الحدود) نجحت خلال الأيام الماضية من انتهاء عملية تنصيب أبراج مراقبة وكمائن للمتسللين وشقّ خنادق ونصب أسوار وكاميرات مراقبة، عدا عن إقامة ثكنات ثابتة، من شأنها تقليل فرص تسلل الإرهابيين والمهربين للعراق الى أقل نسبة.
وأوضح المصدر أن "هناك مجموعات إرهابية بين ثلاثة و10 أشخاص وأفراد أيضاً، يمكن اعتبارهم محاصرين أو حتى تائهين في سورية وداخل مناطق قريبة من العراق، وهم يتحينون الفرص للانتقال إلى الأراضي العراقية"، مؤكداً أن "مهمة الجيش هي منعهم، وهم لديهم الصلاحية في إطلاق النار عليهم".
وأعلنت قيادة عمليات الجزيرة، التابعة للجيش العراقي، في ساعة متأخرة أمس السبت، العثور على معمل لتلغيم السيارات وتصنيع العبوات الناسفة في بلدة القائم بمحافظة الأنبار.
وقال بيان للجيش العراقي إنه بناءً على معلومات استخبارية تم العثور على معمل في إحدى الدور السكنية في بلدة القائم، يستخدم في عمليات تلغيم السيارات وصنع العبوات الناسفة يتبع لتنظيم "داعش".
وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، وليد الدليمي، أن استحقاق إغلاق الحدود مع سورية يمكن اعتباره ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، بسبب التطورات الحالية في المنطقة، والخوف من عودة العمليات الإرهابية في العراق الى سابق عهدها.
وأضاف الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الخطة المتبعة من قبل الجانب العراقي حتى الآن تؤكد أنها ناجحة من خلال الاعتماد على الجانب البشري والتقني، غير أن المخاوف تكمن في كون الجهة الثانية المتمثلة بالأراضي السورية، لا تزال من دون قوات كافية، حيث تنتشر فقط قوات سورية الديمقراطية "قسد"، والتي لا يمكن أن يغطي عددها كل الأراضي السورية التي تخضع لسيطرتها.