أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، مساء اليوم الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا مجزرة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني إلى 30 قتيلًا، بينما جدد تجمع المهنيين السودانيين تمسكه بالعصيان المدني الشامل باعتباره "الطريق إلى إسقاط المجلس العسكري الانقلابي".
وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان، بارتفاع عدد قتلى المجزرة "التي ارتكبها المجلس العسكري اليوم إلى أكثر من 30 شهيداً، مع صعوبة حصر العدد الفعلي للشهداء نسبة لإحاطة قوات الدعم السريع والشرطة للمستشفيات والتعرض للأطباء بالضرب والاعتقال".
ولفتت اللجنة، في البيان ذاته، إلى أنه "يوجد أيضاً عدد كبير من الشهداء في ميدان الاعتصام مع صعوبة إخلائهم، تم أخذهم بواسطة قوات الدعم السريع وإلقاؤهم في النيل بحسب شهادات الأطباء والمصابين".
في غضون ذلك، أصدر النائب العام المكلف في السودان، الوليد سيد أحمد محمود، قراراً اليوم بتشكيل لجنة للتحقيق في "الأحداث التي وقعت صباح اليوم بمنطقة القيادة العامة للقوات المسلحة"، وفق نص القرار الذي أوردته وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وبحسب الوكالة، فقد "نص القرار على تشكيل اللجنة من رؤساء نيابات عامة، ووكلاء أعلى نيابات، ووكلاء أوائل نيابات وممثلين للشرطة وممثلين للقضاء العسكري"، على أن "يبدأ التحقيق فوراً"، بموجب القرار.
تمسك بالعصيان المدني
من جانبه، تمسك تجمّع المهنيين السودانيين، مساء الإثنين، بـ"تنفيذ العصيان المدني الشامل"، معتبراً إياه "الطريق لإسقاط المجلس العسكري الانقلابي". وأعلن أكبر تجمع ممثل للمعارضة السودانية عن يوم غد الثلاثاء أول أيام عيد الفطر، داعياً إلى التظاهر السلمي وتسيير المواكب بعد صلاة العيد.
وقال تجمع المهنيين السودانيين، في بيان نشره بصفحته الرسمية في "فيسبوك": "ندعو المواطنين بكل مدن وقرى السودان لمواصلة التواجد في الشوارع بكثافة ومواصلة التظاهر الليلي السلمي".
كما جدد الدعوة إلى "إغلاق كل الطرق الرئيسية والكباري والمنافذ بالمتاريس، والعمل الجاد على شل الحياة العامة تماماً (..) وتكوين فرق لحماية الأحياء وتقديم الخدمات للمحتاجين من الأهالي".
وشدد على أن "تنفيذ العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي هو الطريق إلى إسقاط طغمة المجلس العسكري الانقلابي المجرم (...)، واستكمال ثورة شعبنا المجيدة".
وكانت قوات الدعم السريع قد استخدمت، فجر اليوم، الذخيرة الحية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع في فض اعتصام قيادة الجيش، الذي مضى عليه 60 يوماً تقريباً.
وقد أحرقت قوات الدعم السريع أيضاً، الخيام المنصوبة في محيط الاعتصام، وطاردت المعتصمين حتى الأحياء القريبة من منطقة وسط الخرطوم.
وأغلق شباب غاضبون بعد ذلك أغلبية الطرق الرئيسة في الخرطوم، وأحرقوا إطارات السيارات، استجابة لدعوة من قوى إعلان الحرية والتغيير، التي أعلنت العصيان العام والشامل، وطالبت المواطنين بالخروج في مسيرات احتجاج وإغلاق الطرق، معلنة لأول مرة رغبتها في إسقاط المجلس العسكري الانتقالي.
كما أغلقت كل المحالّ التجارية أبوابها، وانعدمت تماماً وسائل النقل العمومي، واضطر المئات للسير على أقدامهم لمسافات طويلة للوصول لغاياتهم.