هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بزيادة العقوبات على إيران إلى "حد كبير".
وقال ترامب، عبر تغريدة على تويتر: "ستتم قريباً زيادة العقوبات على إيران، وإلى حد كبير".
وأضاف: "لطالما قامت إيران سراً بالتخصيب (اليورانيوم) في انتهاك تام للصفقة المروعة (الاتفاق النووي) التي أبرمها جون كيري (وزير خارجية الولايات المتحدة بين 2013 و2017) وإدارة (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما، وبلغت قيمتها 150 مليار دولار".
Twitter Post
|
ويأتي وعيد ترامب، في خضم حرب كلامية بين طهران وواشنطن، وتهديدات متلاحقة من الجانب الإيراني، بتجاوز النسب المسموحة بموجب الاتفاق النووي لليورانيوم المخصب، وعدم الالتزام بشروط الاتفاق، رداً على تعزيز العقوبات الأميركية ضدها، وانسحاب واشنطن من الاتفاق.
وفي حين أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير رفعته اليوم، إلى مجلس محافظي الوكالة، أنّ إيران أوصلت، بالفعل، نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 4.5%، متخطية بذلك عتبة الـ3.67%، وهو الحدّ المتفق عليه في الاتفاق النووي؛ هدّدت طهران برفع هذه النسبة إلى أكثر من ذلك في سياق مواصلة سياسة تقليص التعهدات النووية "ما لم تلتزم الأطراف الأوروبية بتنفيذ تعهداتها"، بموجب الاتفاق نفسه.
وفي تقريرها إلى اجتماع مجلس المحافظين، الذي يلتئم اليوم الأربعاء، بطلب أميركي، لمناقشة "انتهاكات إيران" للاتفاق النووي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ احتياطيات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب قد تخطّت عتبة الـ300 كيلوغرام، لتصل إلى 316 كيلوغراماً.
في السياق، هدّد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، في تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني، اليوم الأربعاء، بأنّ بلاده تمتلك خيارات كثيرة في حال واصلت أوروبا رفض تنفيذ تعهداتها، مشيراً إلى أنّ من ضمن هذه الخيارات، "زيادة نسبة التخصيب إلى أكثر من 4.5% وزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي".
وبينما بدأ مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، اليوم، لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مؤكداً على أنّه "ليس وسيطاً" مع واشنطن، تمسّكت طهران، باستراتيجية تقليص التعهدات، داعية إلى وقف الضغوطات و"الحرب الاقتصادية" الأميركية.
واستقبل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بون، اليوم الأربعاء، بالتأكيد على أنّ "التقليص المرحلي للتعهدات النووية استراتيجية غير قابلة للتغيير لإيران".
وأضاف شمخاني في لقائه مع بون، وفقاً لما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية، "نواصل هذا المسار في إطار البندين الـ 26 والـ36 للاتفاق النووي حتى تحقيق كافة حقوق إيران"، منتقداً "عدم قيام الدول الأوروبية بتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي"، ومعتبراً أنها "تفتقد الإرادة الكافية لمواجهة التصرفات التخريبية الأميركية إزاء هذا الاتفاق".
وتابع أنّ أوروبا "لم تغتنم فرصة عام، نفذت فيه إيران تعهداتها من جانب واحد"، مؤكداً أنه على ضوء هذه السياسة الِأوروبية "فإن القرار الحازم لإيران هو تنفيذ التعهدات بقدر التزام بقية الأطراف بتعهداتها".
واتهم شمخاني واشنطن بأنّها "أخذت أوروبا كرهينة"، قبل أن يدعو الدول الأوروبية إلى "الدفاع عن هويتها واستقلالها في مواجهة الأحادية الأميركية"، مؤكداً أنّه "لا يمكن الحديث مع إيران بلغة القوة".
ونقلت وكالة "مهر" عن بون قوله خلال اللقاء مع شمخاني، إنّه لم يزر إيران "وسيطاً" بين طهران وواشنطن، ولا يحمل "رسالة أميركية" إلى الأخيرة.
وأعلن بون أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يسعى إلى تحقيق هدنة اقتصادية" في ضغوطات الإدارة الأميركية ضد إيران، معرباً عن قناعته بأنّ "هذه الخطوة ستؤدي إلى خفض التوترات المتصاعدة في المنطقة".
وبحسب "مهر"، فإنّ بون اعتبر أن الدور الإيراني في المنطقة "مؤثر ولا يمكن إنكاره"، معلناً عن استعداد بلاده لمواصلة التفاوض مع إيران "لإدارة الأزمات الراهنة في سورية واليمن والعراق ولبنان".
(الأناضول، العربي الجديد)