وقال عكيفا إلدار، المعلق في النسخة العبرية لموقع "المونيتور"، إن مشاركة كلّ من السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومبعوث الولايات المتحدة إلى المنطقة جيسون غرينبلات، في الحفريات أسفل بلدة "سلوان" الفلسطينية، بهدف تدشين مشروع تهويدي يربطها بالمسجد الأقصى، أضفت شرعية على الأنشطة الاستيطانية والتهويدية التي تقوم بها إسرائيل "في أكثر المناطق حساسية في منطقة الشرق الأوسط".
وفي مقال نشره الموقع اليوم، نوّه إلدار إلى أن مشاركة فريدمان وغرينبلات تجسّد إسدال الستار على أيّ فرصٍ لحل الصراع، مشيراً إلى أنه لا حاجة لانتظار الإعلان عن الخطة الأميركية للتسوية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، لكي يتم التأكد من أن هذه الخطة انتهت إلى فشل قبل إعلانها.
ولفت إلدار إلى أن عدداً كبيراً من المسؤولين الأميركيين قد شاركوا في هذا الحدث، مشيراً إلى أن من بينهم إيلان كار، السفير الأميركي المكلف بمواجهة اللاسامية، وسفراء الولايات المتحدة في كل من فرنسا والبرتغال والدنمارك، إلى جانب مشاركة عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، وعلى رأسهم عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام.
وأوضح المعلق في "المونيتور" أن كبار مسؤولي البيت الأبيض "باتوا يوشكون إشعال نار هائلة تهدد حياة عدد كبير من الفلسطينيين والإسرائيليين"، متسائلاً إن كان ترامب قد فقد سيطرته على سفيره فريدمان، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع اليمين الديني الاستيطاني في دولة الاحتلال.
واستهجن إلدار أن يكثر فريدمان من الإشارة إلى انتسابه إلى "الأمة" اليهودية، في حين أنه يفترض أنه يمثل من ناحية رسمية "الأمة" الأميركية.
وأضاف: "لقد حوّل فريدمان وبقية المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في الحفر، بلدة سلوان، التي يقطنها 20 ألف فلسطيني ويستوطنها 500 مستوطن يهودي فقط، إلى مدينة ألعاب لخدمة غلاة اليمين الديني في إسرائيل".
وأشار إلى أن جمعيتي "إليعاد" و"عطيرات كوهنيم"، المسؤولتين عن تدشين المشروع الهادف إلى الربط بين سلوان والمسجد الأقصى، تتوليان مهمة إنجاز تهويد القدس والفضاء المحيط بها، منوهاً إلى أن الجمعيتين تعملان بشكل مباشر بالتعاون مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
وبحسب إلدار، فإن مشاركة ممثلين رسميين عن الإدارة الأميركية في عمليات الحفر، تمثل إسناداً مباشراً لقوى اليمين في إسرائيل، عشية الانتخابات التي ستجري في سبتمبر/أيلول المقبل.
ولفت إلى أن مجموعة من كبار علماء الآثار الإسرائيليين يعارضون الحفريات التي تتم في منطقة القدس، منوهاً إلى أن هؤلاء "دحضوا المسوغات التي تستند إليها هذه الحفريات"، مؤكدين أنه لا يمكن توظيف هذه الحفريات في تقديم أدلة على أحقية اليهود بالمكان.
وبحسب إلدار، فإن هؤلاء العلماء يحذّرون من أنه إلى جانب أن هذه الحفريات تنذر بتفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة، لا يمكن أيضاً توظيفها لتبرير تجاهل تاريخ الكثير من الأمم والشعوب التي عاشت قبل اليهود وبعدهم في هذه المنطقة.