ونصت "التفاهمات"، حسب البيان الختامي الذي تلا نهاية الحوار الذي عُقد برعاية قطرية ألمانية مشتركة، على "الحفاظ على النظام الإسلامي للدولة، وحماية المنشآت العامة والبنية التحتية للدولة، وحماية المدنيين وعدم استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة، والحفاظ على استقلال أفغانستان، وإجراء الإصلاحات اللازمة في بنية الحكومة الأفغانية وعودة المهاجرين الأفغان من دول الجوار وتوزيع الأراضي عليهم".
كما نصت "ورقة التفاهمات" على "منع استخدام لغة التهديد والانتقام ضد الأطراف الأفغانية بعضها لبعض، وإيجاد الجو الآمن لبدء المفاوضات المباشرة بين الأطراف الأفغانية، وأخذ الضمانات من دول الجوار بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان".
كما أكد المجتمعون على استمرار الحوار الأفغاني-الأفغاني، والتفاهم بين حركة "طالبان" وباقي الأطراف الأفغانية، على شكل التفاوض المباشر مستقبلاً، وما إذا كان التفاوض سيجري بين "طالبان" والحكومة الأفغانية وباقي الأطراف المحلية الأخرى، حيث ما تزال "طالبان" ترفض التفاوض المباشر مع الحكومة الأفغانية.
وتفهمت الأطراف الأفغانية أهمية المفاوضات، التي تُجرى في الدوحة بين "طالبان" والمبعوث الأميركي في أفغانستان زلماي خليل زاد، وأبدت دعمها لها، مشددة على أهمية تواصلها.
من جانبها، أكدت "طالبان" التزامها بحقوق الأقليات والمرأة ودورها وبحقوق الإنسان. وكانت الرئاسة الأفغانية قد اعتبرت الحوار المنعقد في الدوحة فرصة مهمة من أجل الوصول إلى المصالحة الشاملة، مؤكدة أن حل المعضلة هو الحوار المباشر بين الأطراف الأفغانية.
وكان المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب وفض المنازعات، مطلق القحطاني، قد عرض في كلمة ألقاها في ختام مؤتمر الحوار الأفغاني، القضايا التي ناقشها المؤتمر سعياً لتحقيق السلام في أفغانستان، ومنها، حقوق المرأة والأقليات ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والسجناء وانسحاب القوات الأجنبية والمستقبل السياسي لأفغانستان.
واعتبر القحطاني البيان المشترك الذي أصدره المجتمعون خطوة أولى للسلام، موجهاً الشكر لهم لدعمهم للمحادثات الجارية في دولة قطر التي يعتبرونها هامة وإيجابية في إنهاء الصراع الدائر في أفغانستان.
وقال القحطاني "قد تكون هذه مجرد خطوة أولى لإيجاد تفاهم بين الأطراف المتصارعة، ولكننا نتفق جميعاً على أهميتها وضرورة البناء عليها ومواصلة الجهود فيها فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"، مضيفاً، "نأمل أن يمثل هذا الحدث بداية عملية هادفة تؤدي إلى سلام شامل ومستدام في أفغانستان"، ومؤكداً أن "دولة قطر ستبقى قوة سلام ومحبة وتعاون مع الشعوب والشعب الأفغاني والمجتمع الدولي لتحقيق السلام في أفغانستان".
وتستأنف اليوم الثلاثاء الجولة السابعة من المفاوضات التي تجري بين واشنطن وحركة "طالبان"، التي بدأت الأسبوع الماضي، بعد ختام مؤتمر الحوار الأفغاني-الأفغاني، الذي شهد لأول مرة مشاركة نسائية واسعة بلغت 20 بالمائة من الحضور، حيث أكد الطرفان على تحقيق تقدم ملموس في هذه الجولة، فيما يتعلق بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، والضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.