ويأتي ذلك بعدما رفعت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي، خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك، أمس الإثنين، في بياريتز، جنوبي فرنسا، على هامش قمة مجموعة السبع، التوقعات حول احتمالية لقاء بين ترامب وروحاني خلال الأسابيع المقبلة، أثناء مشاركة الأخير في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال ماكرون إن محادثات مجموعة السبع هيأت "ظروفاً لعقد اجتماع وبالتالي اتفاق" بين ترامب وروحاني حول أزمة الاتفاق النووي الإيراني.
إلا أنّ الرئيس الإيراني اتهم، اليوم الثلاثاء، ترامب بأنّه يسعى إلى التقاط صور تذكارية فحسب، مشدداً على أنّ إيران "تبحث عن حلول للقضايا والمشاكل بطرق منطقية وليس عبر صورة تذكارية".
وشدد الرئيس الإيراني على أنّ بلاده "لا تسعى إلى إنتاج الأسلحة النووية"، مشيراً إلى أن هذه سياسة ثابتة لطهران ولا تتخذها بناء على الرغبات الغربية. وأضاف: "إنهم يقولون لا نريد من إيران شيئاً سوى عدم إنتاج القنبلة النووية"، قائلاً: "إننا لا ننتج القنبلة النووية لأنهم يطالبون بذلك، بل لأن لا مكانة لها في العقيدة العسكرية الإيرانية".
ودعا روحاني الأطراف الأوروبية إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي، مهدداً بأنّ بلاده "ستواصل تقليص التعهدات النووية ما لم ترفع العقوبات الأميركية".
وأعلن ترامب، في 8 مايو/أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بسبب ما وصفها "العيوب الجسيمة" بالاتفاق.
ظريف: اللقاء غير ممكن راهناً
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رفض بلاده أي لقاء بين روحاني وترامب في ظل الظروف الراهنة، قائلاً: "خلال زيارتي لبياريتز، أكدت أنه لا يمكن التصور بأن يحصل لقاء بين رئيس جمهورية إيران وترامب، ما لم تعد أميركا إلى مجموعة 1+5 وتنفيذ الاتفاق النووي".
وأضاف ظريف لوكالة أنباء "إرنا" الرسمية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أنه "إلى ذلك الحين لن يكون هناك تفاوض ثنائي" بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن "ما يطرحه الفرنسيون والأميركيون في هذا الخصوص، يعود إليهم، لكنني خلال زيارتي إلى بياريتز أكدت بأنه لن يحصل لقاء مع المسؤوليين الأميركيين".
وتابع وزير الخارجية الإيراني أن بلاده أوضحت أن "الإدارة الأميركية نقضت توافقات سابقة تم التوصل إليها، بعد حوارات ماراثونية"، في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن "ما هو ضروري اليوم، هو تنفيذ تلك التوافقات السابقة"، لكنه قال في الوقت ذاته: "لم نلمس بعد مؤشراً ملحوظاً من الإدارة الأميركية على هذا الصعيد".
وحول مباحثاته خلال زيارتيه الأخيرتين إلى فرنسا، قال ظريف إنها دارت حول تنفيذ جميع أطراف الاتفاق النووي تعهداتها، متسائلاً "كيف يمكن العودة إلى الوضع السابق" بعد الانسحاب "غير المشروع" لواشنطن من الاتفاق والمماطلة الأوروبية بعد ذلك.
ولفت إلى أنه أجرى مباحثات "جيدة" خلال هذه الزيارات حول "تنفيذ الأوروبيين التزاماتهم".
وفي السياق، قال ظريف: "للأسف أن الأوروبيين، لكي يتخذوا إجراءات وينفذوا تعهداتهم، هم بحاجة إلى بعض التراخيص من الجانب الأميركي"، معتبراً أن "هذا الوضع لا يُظهر مستقبلاً جيداً للعلاقات الدولية، حيث تحتاج دول مستقلة إلى إذن دول أخرى لكي تقوم بإجراءات قانونية".
ربيعي: لا تفاوض حول برنامج طهران الصاروخي
أمّا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، فشدّد بدوره، في حوار مع نادي "المراسلين الشباب" الإيراني، اليوم الثلاثاء، على أن بلاده "لن تجري" أي تفاوض مع مجموعة 1+5 حول دورها الإقليمي وبرنامجها الصاروخي.
ونفى ربيعي احتمالية لقاء روحاني مع ترامب، بالقول إنه "لا توجد أبداً أي إمكانية للتفاوض مع أميركا"، مشيراً إلى أنه "في حال عودة واشنطن إلى ما قبل الانسحاب من الاتفاق النووي، حينئذ ستقرر إيران ما إذا كانت ستجري معها مفاوضات جديدة أم لا".
وكان ماكرون، وفي محاولة للتقرب أكثر من الموقف الأميركي في ما يخص النووي الإيراني، اعتبر أنّ فرنسا نجحت في "خلق شروط لقاء وبالتالي شروط اتفاق بين ترامب وروحاني"، وأضاف أنّ اتفاق 2015 النووي "تشوبه نواقص"، مذكّراً بموقف الوفد الفرنسي في المفاوضات، ويعني به رولان فابيوس الذي كان أكثر تشدداً من الوفد الأميركي نفسه.
وأتى موقف ترامب بعد ساعات على تأكيده أنه لم يفاجأ من دعوة فرنسا لظريف إلى إجراء محادثات، الأحد، على هامش قمة قادة مجموعة الدول السبع، لكنّه قال إنه لم يرغب في مقابلة ظريف شخصياً بعدما حلّ وزير الخارجية الإيراني ضيفاً على القمة بشكل مفاجئ، وأن "لقاء كهذا سابق جداً لأوانه"، مشدداً على أنّ الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع إيران "قد انتهى".