وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان، استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين حول المنطقة الآمنة المخطط إنشاؤها شمال سورية، مشيرة إلى أنه "تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة الهواجس التركية، في أقرب
وقت".
ووفقًا للوزارة، يقضي الاتفاق بـ"إنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة في سورية".
وأكّدت وفقاً لما نقلته "الأناضول"، على أنه "تم الاتفاق مع الجانب الأميركي على جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم".
في سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا اتخذت مع الأميركيين قراراً بإقامة مركز عمليات من أجل إنشاء ممر سلام في سورية.
وأشار أردوغان في مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أنه كانت هناك فترة مباحثات لمدة ثلاثة أيام مع الوفد العسكري الأميركي بخصوص ممر السلام بسورية، وأن تلك المباحثات سارت بشكل إيجابي. وقال: "اتخذنا مع الأميركيين قرارًا بإقامة مركز عمليات".
وأوضح الرئيس التركي "سيتم البدء بإنشائه (ممر السلام) مع إقامة مركز العمليات مع الأميركيين".
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، في وقت سابق اليوم، إن بلاده استكملت جميع خططها وتمركزات قواتها على الأرض في المنطقة الآمنة شمالي سورية، مشيراً إلى أن أنقرة "ترغب في التحرك مع الولايات المتحدة".
وأوضح آكار في تصريحات لدى وصوله إلى الفندق الذي يستضيف مؤتمر السفراء الأتراك، في أنقرة، أن الأميركيين اقتربوا من وجهات النظر التركية بشأن المنطقة الآمنة في شمالي سورية، مشيراً إلى أن الاجتماعات مع الوفد العسكري الأميركي جرت اليوم في أجواء إيجابية وبناءة للغاية.
وكان أردوغان قد توعد أمس بمرحلة مختلفة في شرق الفرات قريباً، وباستخدام بلاده القوة إذا ما تطلب الأمر للدفاع عن مصالحها القومية.
وسبقت التهديدات التركية، أول أمس، تحذيرات أميركية عبر وزير الدفاع مايك إسبر الذي أكّد أنّ أي عملية تركية في شمال سورية ستكون "غير مقبولة"، وأنّ الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب فيها.
وتعتبر المفاوضات التي جرت اليوم، الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك في أنقرة بشأن إقامة "منطقة آمنة" شمالي سورية، حيث انعقدت الأولى في 23 يوليو/ تموز الماضي في مقر وزارة الدفاع التركية.
وأكدت تركيا في عدة مناسبات أنها ستضطر لإقامة منطقة آمنة شمالي سورية، في حال عدم التوصل لتفاهم مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص.
ويأتي الاجتماع في ذروة الخلاف المستمرّ منذ سنوات بين البلدين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشأن الدعم الأميركي للمقاتلين السوريين الأكراد، الذين قادوا الحرب البرية ضد تنظيم "داعش"، وتعتبرهم تركيا إرهاباً يهدّد أمنها.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت قبل يومين أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب أطلقت جهداً أخيراً من أجل تجنب اجتياح تركي لشمال شرق سورية.
وترى الصحيفة أنّ فشل الجهد الأميركي قد يرمي بالمنطقة المدمّرة بالحرب، نحو اضطرابات أعمق، ما يعرّض للخطر جهود طرد بقايا "داعش"، فضلاً عن هدف ترامب بسحب القوات الأميركية من سورية.
ويتضمّن العرض الأميركي عملية عسكرية أميركية تركية مشتركة، لتأمين شريط جنوبي الحدود السورية التركية، بعمق 9 أميال وبطول 87 ميلاً، يتمّ سحب المقاتلين الأكراد منه.
وتقوم القوات الأميركية والتركية، بموجب هذه العملية، بتدمير التحصينات الكردية، وحراسة المنطقة الواقعة في الثلث الأوسط من الحدود الشمالية الشرقية، بين نهر الفرات والعراق، على أن يتمّ توضيح الأمور بشأن الثلثين المتبقيين في وقت لاحق.
في المقابل، رفضت تركيا هذا العرض، مع إصرارها على منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً على الأقل، مع تفضيلها السيطرة عليها لوحدها.