وذكر المعلق السياسي في القناة، رفيف دروكير، أن نتنياهو أرسل مبعوثا إلى الرئيس روفي ريفلين لمحاولة اختبار مدى استعداده لمنحه العفو، مشيرا إلى أن الأخير اشترط الاطلاع على رأي المستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت، قبل إصدار القرار.
ونوه دروكير إلى أن نتنياهو حرص على إرسال مبعوث ليس معروفا بعلاقته به حتى يتمكن من نفي الأمر في حال لم تنجح محاولاته للحصول على العفو.
من ناحية ثانية، تفاوتت التقديرات بشأن فرص التوصل إلى صفقة بين نتنياهو والنيابة العامة يلتزم بموجبها رئيس الوزراء بترك الحلبة السياسية تماما مقابل إغلاق الملفات ضده.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أنه في الوقت الذي ترى بعض الأطراف في النيابة العامة أن التوصل إلى الصفقة أمر ممكن، تصر أطراف أخرى على أن فرص التوصل للصفقة ستفشل في حال قرر مندلبليت تقديم نتنياهو للمحاكمة بعد جلسات الاستماع معه.
وفي سياق متصل، ظهرت المزيد من المؤشرات على بدء تفكك معسكر اليمين، الذي يراهن نتنياهو على دوره ككتلة مانعة تحول دون تمكّن منافسه بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض".
وذكرت الإذاعة العبرية أن ممثلي حركتي "شاس" و"يهدوت هتوراة" الدينية الحريدية أبدوا استعدادهم للمشاركة في حكومة يرأسها غانتس، بعكس التعهدات التي قطعها قادة هاتين الحركتين بعيد الإعلان عن النتائج.
ونوهت الإذاعة، أمس، إلى أن التحول في موقف الحركتين يأتي في ظل التقديرات التى تشير إلى أن فرص نجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة القادمة باتت ضئيلة.
ويرى مراقبون في تل أبيب أن التحول المفاجئ على موقفي "شاس" و"يهدوت هتوراة" يأتي لقطع الطريق على إمكانية أن ينجح أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتنا"، في فرض شروطه على الحكومة القادمة، والتي تهدف إلى تصفية الإنجازات التي حققتها الأحزاب الحريدية منذ أن شرعت في المشاركة في الائتلافات الحاكمة، في أعقاب نجاح الليكود لأول مرة في الوصول إلى الحكم عام 1977.
يُذكر أن ليبرمان قد تعهّد، خلال الحملة الانتخابية، بأنه سيربط مشاركته في أية حكومة قادمة بالتزامها بربط المزايا المالية التي تحصل عليها المؤسسات التابعة للأحزاب الحريدية بموافقتها على السماح لعناصرها بالخدمة العسكرية؛ إلى جانب إحداث تحول جذري على المناهج التعليمية في النظام التعليمي الحريدي، بحيث يدرس الطلاب المواد الأساسية، مثل العلوم، الرياضيات، الإنجليزية، على اعتبار أن تعلّم هذه المواد يؤهل هؤلاء الطلاب للاندماج في سوق العمل.
وحسب المراقبين، فإن إبداء الأحزاب الحريدية استعدادها للمشاركة في حكومة بقيادة غانتس يأتي أيضا للمسّ بمكانة "إسرائيل بيتنا" عند تشكيل حكومة، على اعتبار أن الحزبين يملكان 17 مقعدا في البرلمان الجديد، في حين يملك "إسرائيل بيتنا" تسعة مقاعد فقط.
وعلاوة على ذلك، تعالت الدعوات داخل معسكر اليمين الإسرائيلي المطالبة نتنياهو بالتنحي حتى لا يسهم في مزيد من التآكل على قوة اليمين وتمثيله في البرلمان.
وخلال مشاركته في برنامج حواري بثته الليلة الماضية قناة "كان" الرسمية، قال الكاتب اليميني البارز نداف هعتسني، إن نتنياهو قد تحوّل إلى عبء على اليمين، وأنه في حال واصل التشبث بالحكم فإنه سيسهم فقط في حدوث المزيد من التراجع في قوة اليمين.
واتّهم هعتسني نتنياهو بالمسؤولية عن خسارة اليمين الانتخابات الأخيرة، مطالبا قادة الليكود بالتدخل لمنعه من مواصلة إضعاف المعسكر اليميني.