وأفادت الوكالة بأن مركز "الدراسات السياسية والدولية" التابع للخارجية الإيرانية يستضيف هذا المنتدى الذي تستمر أعماله ليوم واحد، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى بن علوي، يشارك فيه الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعدد من مفكرين ومسؤولين من دول أخرى.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قد كشف، الأسبوع الماضي، أن بلاده ستعقد الدورة الثانية لمنتدى "حوار طهران" هذا الأسبوع، موضحاً أن محور نقاشات المنتدى سيكون مبادرة "السلام في هرمز"، التي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال موسوي إن مفكرين وخبراء وساسة من مختلف الدول سيشاركون في هذا المنتدى، معتبراً أنه يشكل "فرصة جيدة لدراسة مشروع السلام في هرمز ومختلف أبعاده عن قرب".
وأعرب عن أمله أن يشكل المشروع "باكورة تعاون بين دول المنطقة"، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك غموض بشأنه سيتم إزالته من خلال مداولات المنتدى والحوارات التي ستجري فيه".
لكن على الرغم من ربط زيارة بن علوي بمشاركته في منتدى "حوار طهران"، إلا أن توقيتها في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، على خلفية قيام الأخيرة باغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، يحمّل الزيارة دلالات أخرى، كون بلاده تلعب منذ 40 عاماً دور الوساطة بين الطرفين، بالإضافة إلى سويسرا راعية المصالح الأميركية في إيران، ليتزايد هذا الدور العماني خلال العام 2019، لأجله قام وزير الخارجية العماني بثلاث زيارات إلى طهران فيه، وزيارته غداً الثلاثاء تعتبر الرابعة خلال تسعة أشهر.
وعلى الأغلب تأتي الزيارة الجديدة لبن علوي أيضا في سياق جهود تلعبها سلطنة عمان لنزع فتيل هذا التوتر، خصوصاً أنه أجرى قبل يومين مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، معزياً بمقتل سليماني، مناقشاً معه، بحسب بيان للخارجية الإيرانية، تطورات الأوضاع في المنطقة.
والأحد، دعت سلطنة عمان كلاً من الولايات المتحدة وإيران إلى "تغليب لغة الحوار" لتهدئة التوتر بينهما بعد اغتيال قائد فيلق القدس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية عن وزارة الخارجية.
ودعت الخارجية العمانية، في بيانها، "المجتمع الدولي إلى اغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد، وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
في غضون ذلك، وعلى خلفية تزايد التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال سليماني والتهديدات الأميركية المضادة بمهاجمة إيران، تتواصل ردود الفعل الدولية الداعية إلى وقف التصعيد بين الطرفين والعودة إلى المفاوضات.
وفي السياق، أجرى رؤساء ووزراء خارجية دول عدة مكالمات هاتفية مع نظرائهم في إيران والولايات المتحدة، بغية خفض التوتر.
في الأثناء، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الإثنين، قادة العالم "وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات والتعاون الدولي"، مذكّراً بـ"المعاناة الإنسانية التي تسببها الحروب".