ذكرت شبكة "فوكس بيزنس" الإخبارية الأميركية، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن قرارا مشروطا لإبرام اتفاق سلام مع حركة "طالبان"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
ويأتي ذلك تأكيداً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن ترامب اشترط على "طالبان" تنفيذ التزام من جانبها بـ"خفض العنف"، مقابل قيام الولايات المتحدة بتوقيع اتفاق يتم بموجبه البدء تدريجياً في سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وفي التفاصيل أوضحت "نيويورك تايمز" أن توقيع خطة السلام يظل رهينا بمدى قدرة "طالبان" على إثبات التزامها بالحد من العنف بفترة اختبار نوايا تمتد لسبعة أيام أواخر هذا الشهر. وأضافت الصحيفة أنه في حال قامت "طالبان" بإنهاء "اعتداءاتها" وتم توقيع الاتفاق، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستشرع تدريجيا في سحب وحداتها العسكرية، وسيتم كذلك الشروع في محادثات مباشرة بين "طالبان" والقادة الأفغان حول مستقبل بلادهم.
وكانت مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات التي تجرى في الدوحة، برعاية قطرية، بين مبعوث السلام الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، و"طالبان"، والتي يمثلها في المفاوضات رئيس المكتب السياسي ونائب زعيم الحركة، الملا عبد الغني برادر، قد كشفت عن قرب التوقيع على "اتفاق سلام" بين الطرفين.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن حركة "طالبان" ستلتزم بموجب الاتفاق بـ"خفض العنف" لمدة أسبوع تبدأ نهاية الشهر الجاري، كاختبار لحسن النوايا، وفي نهاية المدة سيجرى التوقيع على اتفاق السلام الذي ينصّ على بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وإجراء مفاوضات مباشرة بين "طالبان" ومختلف الأطراف الأفغانية، بما فيها الحكومة الأفغانية، لـ"تحقيق المصالحة الوطنية وبحث مستقبل البلاد".
وقدّمت "طالبان"، أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، عرضاً للجانب الأميركي لوقف إطلاق النار لفترة وجيزة، من 7 إلى 10 أيام، وتقليص عملياتها العسكرية ضد الولايات المتحدة في المدن الرئيسية، لتسهيل التوقيع على اتفاق السلام، وتوفير بيئة آمنة للقوات الأجنبية لمغادرة أفغانستان.
وكان الرئيس الأميركي قد طالب لدى لقائه الرئيس الأفغاني أشرف غني في دافوس بسويسرا، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، بـ"خفض كبير" في أعمال العنف المنسوبة إلى "طالبان" بغية إجراء "محادثات جادة" حول مستقبل البلاد، وفق بيان للبيت الأبيض.
ووضع الجانبان، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي جرى خلال الجولة التاسعة من المفاوضات، وتضمّن سحب أكثر من 13 ألف جندي أميركي من أفغانستان، مع جدول زمني واضح، وهو المطلب الرئيس لحركة "طالبان".
في المقابل، تلتزم "طالبان" عدمَ استخدام مقاتلين أجانب على أراضي أفغانستان، ويتضمن الاتفاق أيضاً وقفاً لإطلاق النار بين الحركة والأميركيين، إلا أن المفاوضات فشلت، حيث أعلن ترامب، في الشهر نفسه، أن "مفاوضات السلام مع حركة "طالبان" انتهت"، متهماً الحركة بـ"إظهار سوء النية" بعد شنها هجوماً في كابول أسفر عن مقتل جندي أميركي، و11 مواطناً أفغانياً، بينما كانت المفاوضات بين الطرفين مستمرة.