تداول ناشطون مصريون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الأربعاء، مقطعاً مصوراً للمرشح للانتخابات النيابية عن دائرة الجيزة هشام محمد بدوي دسوقي، يتهم فيه منافسه رجل الأعمال محمد أبو العينين بشراء الصوت الانتخابي مقابل 100 جنيه، مستشهداً بمجموعة كبيرة من البطاقات الشخصية للمواطنين، والتي ساهم في جمعها أحد "سماسرة" الانتخابات لصالح الأخير.
وقال دسوقي، في رسالة استغاثة وجهها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر الفيديو: "من دائرة قسم الجيزة، بقول الشباب بيفرموه يا ريس، الأجهزة (الأمنية) بتفرمه لصالح المرشح بتاع حزب مستقبل وطن... دول 1200 بطاقة مقابل 100 جنيه للصوت، ودي مش سياسة يا ريس، ده تزوير للإرادة... وأنا طالع قسم الشرطة أعمل محضر".
وأضاف: "اشتروا بطاقات الغلابة عشان بيتاجروا بيهم، وبيتاجروا بفقرهم... مش هي دي مصر اللي جاية يا ريس، مصر اللي جاية أحسن من كده بكتير... مصر اللي جاية لينا ولعيالنا (أولادنا)"، في حين التقط الحديث منه أحد وسطاء الانتخابات، قائلاً: "أنا واحد من الناس اللي بتلم البطاقات، وبتقاضى 100 جنيه على الصوت.. وأبو العينين مش راضي يرجع البطاقات لحد بكرة"، على حد تعبيره.
وترشح دسوقي عن مقعد والده البرلماني الراحل محمد بدوي دسوقي، والذي وافته المنية في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك في الانتخابات التكميلية لمجلس النواب عن مقعد دائرة الجيزة، والتي بدأت أمس وتستمر حتى نهاية اليوم، بعد إجراء انتخابات المصريين في الخارج على مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وفي 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدر حزب "مستقبل وطن"، المدعوم من أجهزة الأمن المصرية، قراراً بتعيين أبو العينين نائباً لرئيس الحزب لشؤون المجالس النيابية، في أعقاب تقدمه بأوراق ترشحه في الانتخابات التكميلية عن دائرة الجيزة، والتي مثلها لدورات عدة تحت قبة البرلمان، أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ويشغل أبو العينين منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة "سيراميكا كليوباترا"، وشركة "كليوباترا ميديا للقنوات الفضائية"، المالكة لقناة "صدى البلد"، وموقع "صدى البلد" الإخباري، وشغل في السابق رئاسة لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب، وعضوية لجنة السياسات في الحزب "الوطني" المنحل، والتي كان يترأسها نجل الرئيس المخلوع جمال مبارك.
واعتمد أبو العينين في بناء إمبراطوريته الاقتصادية على منظومة الفساد السائدة في جميع قطاعات الدولة، لا سيما القطاع المصرفي، خلال فترة حكم مبارك التي امتدت إلى نحو 30 عاماً، إذ كان يحصل على الأراضي المملوكة للدولة بأسعار زهيدة، ثم يُعيد بيعها محققاً مكاسب كبيرة من وراء ذلك، وفقاً لمراقبين.
وفي 24 سبتمبر/ أيلول 2019، حشد أبو العينين العاملين لديه في المصنع في مسيرة تأييد للسيسي بمدينة السويس، رداً على التظاهرات الحاشدة التي هتفت برحيله قبلها بأيام قليلة، استجابة لدعوة الفنان والمقاول محمد علي، غير أنه فوجئ بالعمال يهتفون ضده، في واقعة تكشف حجم المعارضة الشعبية للرئيس الحالي.