قُتل متظاهر عراقي بمحافظة بابل (جنوباً) متأثراً بطعنات كان قد أصيب بها ظهر اليوم الإثنين، خلال اقتحام فريق "القبعات الزرق"، التابع لمليشيا "سرايا السلام" (الجناح المسلح للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر)، لساحة التظاهر بالمحافظة، فيما وقعت حالات اختناق بصفوف المتظاهرين بعد هجوم بقنابل الغاز على ساحة الخلاني ببغداد.
وقبيل حلول الظلام، تقدم عناصر الأمن نحو ساحة الخلاني، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع، على المتظاهرين، محاولين تفريق تظاهرتهم المنددة بأحزاب السلطة، ما تسبب بتسجيل حالات اختناق في صفوفهم.
ووفقاً للناشط المدني سلام العلي، فإن "قوة أمنية اندفعت من جسر السنك باتجاه الساحة، وبادرت بإطلاق قنابل الغاز بكثافة، محاولة تفريق المتظاهرين"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنه "تم تسجيل عمليات كر وفر بين الأمن والمتظاهرين الذين انسحب بعض منهم إلى الأزقة القريبة، بعد تسجيل حالات اختناق، تم نقلهم إلى مستشفى الكندي القريب".
كما تجددت التظاهرات في ساحتي التحرير والوثبة في بغداد، واللتين توافد نحوهما المئات من الشباب، الذين حملوا الأعلام العراقية، وهتفوا بشعارات تؤكد استمرار تظاهراتهم، مجددين رفضهم تكليف محمد علاوي برئاسة الحكومة.
التظاهرات تجددت أيضاً في عدد من المحافظات الجنوبية، التي شهد بعض منها اليوم صدامات مع فريق "القبعات الزرق"، الذي حاول فض التظاهرات بالقوة وإطلاق النار.
وفي محافظة بابل قُتل متظاهر متأثراً بطعنات بسكاكين، تعرض لها خلال هجوم ذوي "القبعات الزرق" على المتظاهرين في مدينة الحلة مركز محافظة بابل، وفق ما نقلته وكالات أنباء عراقية محلية، والتي أكدت وجود ثلاثة مصابين آخرين في مستشفى الحلة.
فيما اندفع المئات من أهالي المدينة نحو ساحة الاعتصام، مع حلول الظلام، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن الاحتجاجات، رغم محاولات إنهائها، مرددين شعارات تؤكد على استمرار الثورة الشعبية.
كما خرج المئات من أهالي ذي قار، بتظاهرات حاشدة في ساحة الحبوبي وسط المدينة، وعبر المتظاهرون عن غضبهم من محاولات مصادرة ثورتهم، مؤكدين أن ثورتهم لن يصادرها أحد، مؤكدين على استمرارها وبقوة حتى تحقيق الأهداف.
وخرج المتظاهرون بمسيرات احتجاجية داخل الناصرية (مركز المدينة) وقطعوا عدداً من الجسور والطرق وأحرقوا الإطارات فيها، مجددين رفضهم ترشيح محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة.
وارتدى المئات من متظاهري مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) قبعات حمراء، لتمييزهم عن ذوي القبعات الزرقاء، وخرجوا نحو ساحات التظاهر ورددوا شعارات وهتافات تؤكد استمرار الاحتجاجات، وفاء لدماء "شهداء التظاهرات".
في غضون ذلك، تعهد رئيس الحكومة المكلف، محمد علاوي، خلال لقاء جمعه عصر اليوم مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، بـ"تنفيذ مطالب المتظاهرين".
وبحسب بيان صدر عن مكتبه، فإن "بلاسخارت قدمت لعلاوي التهنئة بمناسبة تكليفه بمهمة تشكيل مجلس الوزراء الجديد، وتعهدت بتقديم البعثة الأممية كامل الدعم للحكومة المرتقبة، بما يخدم مستقبل العراق وتطلعات جميع أبنائه".
وأكد البيان أن "علاوي أكد لبلاسخارت حرصه على تنفيذ مطالب المتظاهرين، وتشكيل حكومة كفاءات قادرة على إدارة البلاد في هذا الظرف الحساس، والتهيئة لانتخابات نزيهة تلبي طموحات العراقيين جميعاً".