وفي آخر هذه الخروقات، قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية، مساء أمس الخميس، بلدة كفر عمة بريف حلب الغربي، بحسب شبكة المحرر الإعلامية المقربة من فصائل المعارضة، التي أشارت إلى أن قوات النظام المتمركزة في الفوج (46) غرب حلب استهدفت البلدة بـ4 قذائف.
كما قصفت قوات النظام المتمركزة في الجب الأحمر محور كبينة بريف اللاذقية، والطرقات المؤدية إلى المحور.
إلى ذلك، عاد الهدوء الحذر إلى مدينة سرمدا الواقعة بريف إدلب الشمالي، بعد الاتفاق الذي توصلت إليه هيئة تحرير الشام مع وجهاء من سرمدا، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة يوم أمس. وجاء في الاتفاق أن المشكلة التي حصلت على أحد حواجز سرمدا "لم تكن بين هيئة تحرير الشام وبين أهل مدينة سرمدا أو أحد عوائلها، إنما هي مع بعض الأشخاص"، وتم التوافق على سحب المظاهر المسلحة من المدينة، وفتح تحقيق بالموضوع، وإحالة المسيئين إلى القضاء، وإعادة بعض الأشخاص ممن حضروا من مناطق درع الفرات وشاركوا بالمشكلة إلى مناطقهم.
ووقعت مساء أمس اشتباكات في مدينة سرمدا، بين مسلحين محليين من جهة، والقوى الأمنية لهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، حيث استقدمت الأخيرة مؤازرات لاقتحام أحد أحياء سرمدا، وخلفت الاشتباكات خسائر بشرية، إذ أصيب 6 أشخاص من الطرفين، أحدهم بحالة خطرة، كما أصيبت امرأة وطفلة خلال إطلاق الرصاص العشوائي. كما تجمع العشرات من أبناء المنطقة الحدودية بالقرب من الحاجز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام، في حين أطلق العناصر النار في الهواء لفض التجمعات.
من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه يجب عدم السماح باستمرار الانتهاكات والاعتداءات في سورية، مع دخول الثورة السورية عامها العاشر. وأضاف غوتيريس، في بيان له الخميس، أنه "طوال تسع سنوات شهدنا أعمالا وحشية رهيبة في سورية، بينها جرائم حرب وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان، ولا يمكننا السماح بارتكاب نفس المذابح والوحشية وتجاهل حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي خلال العام العاشر للحرب"، حسب وكالة "الأناضول" التركية.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن آلاف الناس في عداد المفقودين يتعرضون لمعاملة سيئة وللتعذيب في الاعتقال، كما أن عدد القتلى والجرحى غير معروف، مشيرا أن "هذه الجرائم الرهيبة لا ينبغي أن تمر دون عقاب".
وانطلقت الثورة السورية في منتصف مارس/ آذار 2011، بمظاهرات سلمية واجهتها قوات النظام السوري بالقمع وإطلاق الرصاص الحي وحملات اعتقال واسعة، وتحولت بعد أشهر إلى عمل مسلح بعد انشقاق ضباط عن قوات النظام، شكلوا حينها الجيش السوري الحر.