بعد اختفاء دام لمدة 19 يوماً كاملة، ظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، في لقاء جمعه بعدد من السيدات بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة المصرية، معلناً حزمة من الإجراءات الاقتصادية التي وجّه الحكومة باتخاذها، في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، والذي تسبب حتى الآن في وفاة 11 شخصاً، وإصابة 316 آخرين داخل البلاد.
وظهر السيسي في آخر اجتماع علني في 3 مارس/ آذار الماضي، حين ترأس اجتماعاً موسعاً مع قيادات القوات المسلحة، في أعقاب فشل مفاوضات سد النهضة، التي ترعاها الولايات المتحدة والبنك الدولي، بدعوى الاطلاع على مجمل الأوضاع الأمنية في مصر، واستعراض التدابير والخطط الأمنية التي ينفذها الجيش إزاء ملاحقة العناصر المسلحة في مناطق شمال سيناء.
ووجّه السيسي الحكومة، اليوم، بخفض أسعار الكهرباء للصناعة بقيمة 10 قروش، وتوفير مليار جنيه من الموازنة العامة للمصدرين خلال شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان 2020، لسداد جزء من مستحقاتهم، وتأجيل سداد الضريبة العقارية المستحقة على المصانع والمنشآت السياحية لمدة 3 أشهر، ورفع الحجوزات الإدارية لكافة الممولين الذين لديهم ضريبة واجبة السداد، مقابل 10% من الضريبة المستحقة عليهم.
كذلك وجّه بخفض أسعار العائد لدى البنك المركزي بنسبة 3%، مع إتاحة الحدود الانتمائية اللازمة لتمويل رأس المال، وتأجيل الاستحقاقات الانتمائية للشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لمدة 6 أشهر، وإعفاء الأجانب من ضرائب الأرباح الرأسمالية نهائياً، وتأجيلها للمقيمين حتى بداية عام 2022، إلى جانب تخفيض ضريبة الدمغة على توزيع الأرباح بنسبة 50%.
وتساءل المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية عن أسباب اختفاء السيسي، والذي لم يظهر في أي اجتماع علني لمدة قاربت 3 أسابيع، بالرغم من أزمة فيروس كورونا التي تعيشها البلاد منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، وهو الذي يستغل كافة الأحداث للتعليق عليها بإسهاب، وذلك خوفاً من تعرضه للإصابة بالعدوى على غرار ما حدث في بعض الدول.
وناشد السيسي المصريين بالبقاء في منازلهم لمدة أسبوعين، مع مزيد من الالتزام والانضباط والجدية في مواجهة فيروس كورونا، قائلاً "أعداد المصابين بكورونا قد تقفز إلى الآلاف، إذا لم يتعامل المصريون بجدية مع الفيروس، ونحن نواجه أخطر أزمة بسبب كورونا، وأدعو المصريين إلى التحلي بمزيد من المسؤولية، حتى تخرج البلاد بسلام من الأزمة الحالية".
وأضاف السيسي: "فيروس كورونا تسبب في أزمة غير مسبوقة على مستوى العالم في تاريخ الإنسانية المعاصر، وسيكون العالم بعده مختلفاً عما قبله لتأثيراته الكبيرة"، مدعياً أن "بلاده اتخذت إجراءات احترازية علمية بشكل فوري تجاه العدوى عقب اندلاع الأزمة في الصين، وتعاملت بمنتهى الشفافية مع المصريين، من دون أن تخفي المعلومات عنهم"، بحسب قوله.
وعدد السيسي الإجراءات التي اتخذتها حكومته حيال الأزمة، ومنها "تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، وإيقاف النشاط الرياضي، وتجميد رحلات الطيران من وإلى البلاد، وتعليق الصلوات في المساجد والكنائس، وتعقيم الميادين والمؤسسات الرئيسية بواسطة القوات المسلحة"، مشدداً على ضرورة التعامل بحسم مع المرض، ولكن ليس من باب التخويف، وإنما للخروج بسلام من الأزمة.
واستنكر السيسي ما سماه "حالة التشكيك" في أعداد الوفاة والإصابة بالعدوى، قائلاً: "أجهزة الدولة تعاملت بمنتهى الشفافية والوضوح مع أزمة كورونا منذ اللحظة الأولى للأزمة، وإحنا مش هانخبي حاجة عليكم، لأن الفيروس مش قاصر على مصر، ولكنه منتشر في العالم كله"، متابعاً "التشكيك في كل شيء مستمر منذ نحو 80 عاماً، وليس فقط خلال هذه الأزمة، وهو ما أدى إلى فقدان ثقة البعض في الإجراءات المتبعة من الدولة".
وزاد مخاطباً المصريين: "لا نريد زيادة في حجم الإصابات بفيروس كورونا، ونحن نخوض حرباً الأطباء هم أبطالها، وأطالب الإعلام بمزيد من التوعية، ونشر الإرشادات الطبية، لتشكيل وعي حقيقي لدى المصريين في مجابهة الموقف"، مستطرداً "لا توجد لدينا مشكلة في السلع، ولا يوجد مواد غذائية يقل الاحتياطي الخاص بها عن 3 أشهر، فلماذا نتكالب على شراء أكثر من احتياجاتنا؟!".