أظهر استطلاع أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حول توجهات المقدسيين على مدار عامي 2018-2019 ومطلع العام الحالي، تحولات في توجهاتهم بشأن الموقف من الحصول على جنسية دولة الاحتلال الإسرائيلي في حال التوصل إلى حلّ الدولتين وقيام دولة فلسطينية.
وبحسب الاستطلاع الذي أشرف عليه الباحث في المعهد الأميركي دافيد بولك، فإنه خلافاً لسنة 2010 والاستطلاعات عام 2015، فقد تراجعت نسبة الذين كانوا يقولون بالحصول على جنسية إسرائيلية من 52% إلى 15% فقط.
ووفق الاستطلاع الذي نشرت نتائجه في صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الإثنين، فإن التحول في مواقف المقدسيين جاء بالأساس بفعل "انتفاضة السكاكين" التي اندلعت في القدس المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول 2015، والمحاولات الإسرائيلية لتثبيت تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى المبارك من جهة، وتعاظم نشاط الفصائل الفلسطينية في القدس، ولا سيما "حركة حماس" والسلطة الفلسطينية والنشاط التركي في تلك السنوات، من جهة أخرى.
وبحسب الصحيفة، فقد أوضح الباحث الأميركي ديفد بولك، في ندوة رقمية تم بثها عبر تطبيق "زوم" في السابع من الشهر الحالي، أن النتائج التي تحدثت بين عامي 2010-2015 عن تفضيل الحصول على بطاقة إسرائيلية، كانت لأسباب "عملية" لتحسين ظروف المعيشة والعمل وحرية التنقل، لكن السنوات الخمس الأخيرة حملت تغييراً حاداً لناحية تراجع هذه النسبة من 52% إلى 15% قالوا إنهم يفضلون الحصول على هوية إسرائيلية، وأن أقلية قليلة فقط قالت إنها ستختار الهوية الإسرائيلية.
ويقول الباحث الأميركي: "لقد حاولنا أن نستوضح بشكل عميق لماذا غيروا أولوياتهم. توجد أجوبة لذلك يقولها الفلسطينيون: أولاً انتفاضة السكاكين في القدس في أكتوبر 2015، والردّ الإسرائيلي القاسي عليها، ثمّ التوتر حول المسجد الأقصى. كُثر من الفلسطينيين في شرقي القدس وفي الضفة الغربية يؤمنون بأن إسرائيل تشكل خطراً حقيقياً على المسجد الأقصى.
العامل الثالث هو النشاط المكثف ضد إسرائيل في القدس الشرقية، سواء من قبل السلطة الفلسطينية، "حماس"، الحركة الإسلامية الشمالية (بقيادة الشيخ رائد صلاح التي تم حظرها رسمياً في نوفمبر/تشرين الثاني 2015) وتركيا وأطراف أخرى. كما أن حقيقة كون 150 ألف مقدسي يعيشون وراء الجدار الفاصل ويستفيدون بدرجة أقل من الخدمات الإسرائيلية، تؤثر في التغيير الحاد في مواقفهم".
ويؤكد بولك أن الفلسطينيين بغالبيتهم لا يزالون يعتقدون أن إسرائيل ليست دولة شرعية، ويؤيدون العودة إلى فلسطين التاريخية، لكنهم واقعيون بما يكفي ليقولوا للعاملين في الاستطلاع إن هذا حلم وإن إسرائيل هنا لتبقى".
ولفتت الصحيفة إلى أن الاستطلاعات التي يجريها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، تثير اهتمام الأطراف المختلفة، الفلسطينيين والأميركيين وبعض الإسرائيليين، وأن الأخيرين التقوا به لبحث نتائج الاستطلاع.
ووفقاً للصحيفة، فإن بولك اعتبر في الندوة الرقمية المشار إليها، رداً على سؤال لماذا لا ينتفض الفلسطينيون مرة أخرى، أن الفلسطينيين يخشون من الردّ الإسرائيلي، ولا يثقون بأن تقودهم قيادتهم لانتفاضة ستحقق مكاسب، وأنهم اليوم "مشغولون بقضايا الحياة اليومية، العمل، الصحة التعليم والأسرة".