دعا مثقفون وأكاديميون في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الدفع مجدداً باتجاه "وفاق يقوده أهل الحكمة يقرب الأخ من أخيه، في وقت حرج تمر به دول الخليج، وأهمية النظر بجدية ومسؤولية للتغيرات الضخمة التي تفرضها الأوضاع المستجدة".
ووفق بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، ومن المقرر أن ينشر الأربعاء المقبل في كل من الكويت وواشنطن، فإن "69 شخصية خليجية وقعت البيان –حتى هذه اللحظة- يستشعرون الوضع الحرج الذي تمر به دول الخليج وأهمية النظر بجدية ومسؤولية لما ينتظرها من تغيرات ضخمة تفرضها الأوضاع المستجدة، ويدعون إلى جمع الصف والتسامي على الخلاف، والبحث عن فرص حقيقية وجادة للتوافق، ونبذ الفرقة.
ولفت البيان إلى انتشار وباء كورونا، "وما يتركه من تأثير صحي في نسيج المجتمع الخليجي كما في العالم، وما تتعرض له الثروات الوطنية من ضغوط غير مسبوقة ستؤثر على الاقتصادات الخليجية سلباً"، مشيراً في نفس الوقت إلى التغير في العلاقات الإقليمية والدولية.
ويجد الموقعون على البيان لزاماً عليهم "التذكير بأهمية وضرورة الأخذ بالأحوط في تخفيف المخاطر المحيطة بإقليمنا الخليجي، والدفع مجدداً إلى وفاق يقوده أهل الحكمة في دولنا، يقرب الأخ من أخيه".
وتابع البيان: "نحن نستلهم الجغرافيا الواحدة والتاريخ المشترك الطويل، وأيضاً تداخل النسيج الاجتماعي بين مجتمعاتنا في مجلس التعاون، لنؤكد على اللحمة الواحدة الإنسانية والمصلحية، كما أن استمرار هذا الصدع سوف يسهل التدخل الخارجي في شؤوننا، ويزيد من فرص المتصيدين، الذين لا يرجون لهذا الإقليم وأهله الاستقرار والأمن، والتمتع بتنمية تستحقها الأجيال، بعد طول عناء وشظف، فنجدهم جادين في تصيد الأخطاء وتضخيم المخاوف إبعادا للأخ عن أخيه".
وجدد المثقفون والأكاديميون في دول مجلس التعاون الخليجي التأكيد على أن "خشبة النجاة كما يراها كثير من أبناء المنطقة التوجه الجاد والصادق، لتحديد التهديدات الشاخصة أمام الجميع سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو استراتيجية، ورسم الخطط الجماعية لمواجهتها لأن في ذلك مصلحة عظمى للمجتمعات الخليجية قاطبة، وهو ما يحفظ أمنها واستقراراها، لأن الكل أكبر من مجموع أجزاء".
وقال أحد الموقعين على بيان "العلاقات الخليجية"، عميد كلية الشريعة والقانون السابق في جامعة قطر عبد الحميد الأنصاري، لـ"العربي الجديد"، إن "المثقفين الخليجيين يعبرون بصدق وموضوعية عما يجيش في صدورهم من عدم رضى عن الخلاف الخليجي، الذي أضعف مسيرة مجلس التعاون وشل فعاليته وعطل كثيرا من أنشطته، وهو يأتي سعيا منهم لرأب الصدع، وتسجيلا لموقف إيجابي للتاريخ وإبراء للذمة، وحتى لا يتهموا أمام الشعوب الخليجية بالسكوت والتخاذل في اتخاذ موقف بنّاء يخدم مسيرة مجلس التعاون الخليجي".
وتدخل الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو/حزيران المقبل عامها الرابع، من دون حل، فقد قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت عليها حصار جوياً وبرياً وبحرياً، متهمة إياها بـ"الإرهاب"، وهي الاتهامات التي نفتها قطر، مؤكدة أن دول الحصار تستهدف في حملتها ضدها سيادتها واستقلالها وقرارها الوطني.