حكومة "الوفاق" توثق جرائم حفتر لمحاسبته وداعميه دولياً

طرابلس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
28 مايو 2020
DFD5C8F8-64C1-4E37-B075-74E9F24A95B9
+ الخط -
وثّق تقرير جديد لوزارة العدل التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية، الأربعاء، اطّلع "العربي الجديد" على مسودة منه، حجم الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها مليشيات خليفة حفتر في حربها على العاصمة طرابلس، والتي بدأت في 4 إبريل/نيسان 2019. وعلى الرغم من القصف الكثيف والانتهاكات التي طاولت حتى المدنيين والمرافق السكنية والاستشفائية وغيرها، فشل حفتر والدول الداعمة له في تحقيق هدفهم بالسيطرة على طرابلس، بل إن المليشيات والمرتزقة التي تدعمه تكبّدت خسائر كثيرة في الفترة الأخيرة، وخسرت معظم مواقعها جنوبي العاصمة.

التقرير الصادر عن لجنة رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المشكّلة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وثّق الانتهاكات خلال الفترة من 13 ديسمبر/كانون الأول 2019 وحتى 31 مارس/آذار 2020، وتضمّن رصداً "لعدد كبير من الانتهاكات والجرائم الخطيرة والتي ترقى إلى جرائم الحرب، ومنها جريمة استهداف الكلية العسكرية بطرابلس في 4 يناير/كانون الثاني 2020 والتي راح ضحيتها 26 طالباً قضوا نتيجة استهداف مباشر لهم من طائرة مسيرة تابعة لمليشيات حفتر".
ووثقت اللجنة أكثر من ستين واقعة لاستهداف الأحياء السكنية في العاصمة، سقط خلالها حوالي 268 مدنياً بين قتيل وجريح. وبحسب أرقام التقرير، وثّقت اللجنة خلال تلك الفترة سقوط 117 قتيلاً من المدنيين، بينهم 12 امرأة و15 طفلاً، وجرح 161 آخرين. وأضاف التقرير أن الحرب على طرابلس خلّفت مأساة إنسانية كبيرة وأجبرت ما يقارب الـ57 ألف أسرة، أي 342 ألف شخص، على النزوح، بينهم نحو 90 ألف طفل.
كما وثقت اللجنة حالات متكررة لاستهداف المرافق المدنية الحيوية شملت المطارات، وأبرزها معيتيقة، والمدارس والجامعات والمستشفيات والمنشآت النفطية وميناء طرابلس البحري.


كما وثّق التقرير إقفال الموانئ النفطية وما ترتب عليه من حرمان البلاد من المورد المالي الوحيد، وفقدانها لأكثر من 4 مليارات دولار، والذي يهدد بكارثة اقتصادية، هذا بالإضافة إلى وقائع قطع إمدادات المياه والكهرباء عن العاصمة والمدن الأخرى، وهو ما فاقم من معاناة السكان المدنيين، ويُعدّ عقاباً جماعياً تحظره القوانين الوطنية والدولية، وفق اللجنة.
كذلك، أشار التقرير إلى "التدخل الأجنبي السافر في الشأن الليبي والدعم المباشر وغير المباشر الذي يقدّمه عدد من الدول الأجنبية لمليشيات حفتر، وما يشمله ذلك من خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بالخصوص".


وانتهت اللجنة إلى عدد من التوصيات، والتي تدور في مجملها حول سبل وقف هذه الانتهاكات ومحاكمة المسؤولين عنها أساساً أمام القضاء الوطني أو أمام القضاء الدولي إذا تعذر ذلك، وذلك ضماناً لعدم الإفلات من العقاب.


وأوصت اللجنة بالوقف الفوري لإطلاق النار، والالتزام بقوانين الحرب، وتجنيب المدنيين أضرار ويلات الصراع، والوقف الفوري للهجمات العشوائية والمتعمدة ضد السكان والمنشآت الطبية والتعليمية والمطارات. ودعت إلى مخاطبة مجلس حقوق الإنسان لتكليف لجنة تقصي حقائق لإجراء تحقيقات في حوادث استهداف المدنيين والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان، ومطالبة الأطراف الدولية الفاعلة على الساحة الليبية بالضغط على حفتر لسحب مليشياته واللجوء إلى الحوار بدلاً من الحل العسكري.
كما أوصت بدعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لمنع توسع دائرة القتال، واتخاذ إجراءات عاجلة لمعاقبة المتورطين في الانتهاكات، ودعوة مجلس الأمن للإيعاز للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق لدراسة الانتهاكات التي وقعت من قبل مليشيات حفتر.
ودعت اللجنة لرفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية باسم الدولة الليبية، ضد الدول التي شاركت في العدوان ودعمت تمرد حفتر، ومن بينها مصر وفرنسا والإمارات.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة سبق لها أن أصدرت تقريرين سابقين وثقا الانتهاكات خلال الفترة من بداية العدوان على طرابلس وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

ذات صلة

الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.