وقال مسؤول رفيع المستوى في دائرة الأوقاف الإسلامية، متحفظاً عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ السياسة الجديدة التي بدأها الاحتلال، أخيراً، ضد تواجد المصلين والمرابطين فيه تعد نقلة نوعية خطيرة، حيث بات يستهدف بصورة منهجية كل من تواجد في الساحات من حراس ومسؤولين وحتى صحافيين ممن يعتبرهم عائقاً وعقبة أمام اقتحامات المستوطنين".
ولفت إلى أن "أوامر إبعاد عن المسجد وعن المدينة المقدسة برمتها طاولت نحو عشرة في غضون بضعة أيام، بينهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، ومصورات صحافيات كسندس عويس، ورائدة سعيد".
وأضاف أن "قرار الإبعاد طاول كذلك حراسا من المسجد الأقصى، كان آخرهم الحارس حسام سدر، إضافة إلى نشطاء من فصائل مختلفة بينهم ناصر قوس القيادي في فتح، والذي يشغل منصب مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس".
وكشف المتحدث أبرز ملامح التوجه الجديد للاحتلال في الأقصى، مبرزاً "منع تواجد المصلين المسلمين خلال فترة اقتحامات المستوطنين لساحاته. ومن يتواجد قريباً منهم أو في محيط الاقتحام أو في مساره حتى لو بعيداً، فإنّ عناصر شرطة الاحتلال تهدده بالمغادرة أو الاعتقال والإبعاد، في حين حظرت على الأطفال اللعب بالكرة في ساحة قبة الصخرة إلى حين تنتهي الاقتحامات".
وفيما يتعلق بالتعامل مع الصحافيين وموثقي انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، قال المتحدث إن "جنود الاحتلال يمنعون هؤلاء من توثيق وتصوير الاقتحامات ومن يقدم على ذلك يعتقل مباشرة. كما تطلب شرطة الاحتلال من المتواجدين في الساحات الذهاب للمصلّيات المسقوفة في فترة الاقتحام، ومن يجادل شرطياً حتى لو بكلمة فهو معرّض للاعتقال والإبعاد".
وأوضح المسؤول أن "الاحتلال يطبق سياسة تفريغ الأقصى من مصليه، ويحاول أن يفرض واقعاً جديداً عن طريق سياسة الإبعاد المجنونة واستدعاء أهل الأقصى واعتقاله، والاستهداف الممنهج للمتواجدين في المنطقة الشرقية ومحيط مصلى باب الرحمة".
هذه السياسة الجديدة للاحتلال حذّر من تداعياتها الشيخ عكرمة صبري، لافتاً إلى أن التطورات على الأرض تشير إلى أن الاحتلال عازم على تنفيذ مخطط الاستيلاء المكاني على المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى، حيث مصلى باب الرحمة.
وقال صبري في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "ندعو الجميع إلى "الحذر والتصدي لهذا التوجه الاحتلالي الجديد الذي سينشئ واقعا جديدا في المسجد الأقصى سواء فيما يتعلق بالتواجد الشرطي وتكثيفه داخل الأقصى، أو منح المستوطنين سيطرة على المكان".
وأضاف: "لعل هذا ما يفسر التصعيد في التوجه الاحتلالي الجديد حيال كل من يحتج أو يعترض على ما يقومون به، وصولاً إلى تفريغ المسجد الأقصى من المصلين، والنزع التدريجي لصلاحيات الأوقاف عليه".
بدوره، اتّهم عضو مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، والقيادي في حركة فتح، حاتم عبد القادر، الحكومة الإسرائيلية بممارسة الاضطهاد الديني الممنهج بحق المقدسيين وعموم رواد المسجد الأقصى.
وأضاف عبد القادر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "إسرائيل أصبحت تستحضر أكثر المحطات التاريخية إيلاماً في الاضطهاد الديني على غرار الإمبراطوريات الفاشية الغابرة، حيث أخذت الإبعادات في الآونة الأخيرة منحى تصاعدياً، وأصبحت تشكل ركيزة أساسية في مخطط الاستهداف الإسرائيلي للمسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بجميع أذرعها أصبحت تمارس التغول والتعامل القهري والتعسفي ضد رواد المسجد الأقصى من العلماء والشخصيات المرابطين وحراس المسجد وموظفي دائرة الأوقاف وفق خطة متدرجة للإطاحة بالوضع القائم"، محذراً من تبعات هذه السياسة وتداعياتها الخطيرة التي يمكن أن تفجر الأوضاع بصورة غير مسبوقة. وشدد على أن المسجد الأقصى خط أحمر لا يخلو تجاوزه من مخاطر كبيرة.