وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنّ هذه الممارسة أوسع بكثير من المعترف به علناً، وهي تشكّل جزءاً من نظام قمع منظّم أكبر في المملكة. وأشارت إلى أن بن سلمان استخدم هذه الأدوات لتعزيز سلطته، بينما يتحرّك، وفق ما يعتقده مسؤولون أميركيون، لمحاولة الاستيلاء، ربما هذا العام، على كامل سلطات الحكم من والده الملك سلمان.
وتشير الصحيفة إلى أنّ مجموع السعوديين الذين يخضعون لقيود السفر يصل على الأرجح إلى الآلاف، بحسب محللين سعوديين وأميركيين. ولفتت إلى أن الذين يخضعون لأمر المنع لا يعلمون عادة به قبل أن يتوجهوا إلى المطار، أو يحاولوا عبور نقطة حدودية، حيث يتمّ إيقافهم وإخبارهم بأنهم ممنوعون من المغادرة بأمر من أمن الدولة الذي يُدار من قبل الديوان الملكي. وتعتقد العديد من العائلات المحظورة أن التقييد محاولة للضغط أو الإجبار على العودة إلى المملكة لمن يراهم بن سلمان نقاداً أو يشكلون تهديدات.
وينقل الكاتب عن رجل أعمال غربي مقرّب من عائلة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ومطلع على القضية، قوله إن 27 ابناً وابنة للملك عبد الله تمّ منعهم من السفر خارج البلاد منذ عام 2017، بالإضافة إلى ما بين 52 و57 حفيداً و8 أبناء للأحفاد.
ولم يحدّد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات حول المملكة، أفراد عائلة عبد الله الذين تم منعهم من السفر. ويطبّق منع السفر أيضاً على زوجة وابنتين للأمير محمد بن نايف، مع العلم أنّه سُمح لزوجته ريما بن سلطان بالسفر إلى الخارج العام الماضي من أجل علاج طبي، فيما تُمنع ابنتاها سارة ولولوة من السفر، وفق المصدر الغربي ومصدر سعودي. وأكد المصدران أن أفراداً من عائلة بن سلمان نفسه يعجزون عن السفر إلى الخارج أيضاً.
ويشكّل السعوديون، الذين تم احتجازهم في فندق "ريتز كارلتون" عام 2017، قسماً كبيراً من الممنوعين من السفر، حتّى إنّ من سوّوا ملفاتهم مع السلطات منعوا من السفر بحرية مع عائلاتهم، وفقاً لمصادر متعددة. ويقدّر مصدر من عائلة ممنوعة من السفر عدد المحظورين من محتجزي "ريتز كارلتون" وعائلاتهم بألفين إلى 2500 فرد.
Twitter Post
|
وبالإضافة إلى هؤلاء، يحتجز بن سلمان 131 شخصية سياسية ودينية بارزة منذ سبتمبر/أيلول 2017، وفق قائمة جمعتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" في نوفمبر/تشرين الثاني. وذكرت الصحيفة أن عائلاتهم منعت من السفر أيضاً.
وذكّرت "واشنطن بوست" بحادثة منع نجل الصحافي السعودي جمال خاشقجي من مغادرة المملكة، مؤكدة له أن نجله سيكون حراً في المغادرة إذا عاد الصحافي المعارض إلى المملكة، قبل أن يتمّ قتله في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، في حادثة تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أنها بأوامر من بن سلمان. وقالت الصحيفة إن احتجاز أفراد أسرة أبرياء لانتزاع تعاون هو ممارسة تميّز معظم الأنظمة الوحشية عبر التاريخ، مشيرة إلى أن آلة القمع السعودية المتسارعة أصبحت قاعدة في حكم بن سلمان.